قد أتفهم الهجوم الشرس على جماعة الإخوان المسلمين في مصر؛ فهناك أنظمة تخشى على عروشها واستمرار سفهائها في التنعم بخيرات البلاد، واستعباد العباد، وهؤلاء حساسون جدا تجاه حرية الشعوب، لأن استمرار حكمهم يعتمد على استغفال شعوبهم، وهناك فلول النظام السابق من سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال، الذين فقدوا امتيازاتهم وحظوتهم، وهناك دولة عميقة تعتقد أنها في خطر حال استقرار الأمور ودوران عجلة التنمية، وهناك جماعات وأحزاب تعتقد أنها الأحق بقطاف ثمار ثورة تقول إنها صنعتها، وهناك ثوار يعتقدون أن الإخوان يريدون احتكار السلطة ويرون في الإعلان الدستوري دليلا على ذلك. أفهم ذلك الهجوم في سياق إحباط الشعوب وإجهاض الربيع العربي لكيلا تنتقل العدوى إلى "الشعوب السعيدة"، وفي سياق إجهاض نهضة مصر لكيلا تكون دولة محورية في المنطقة، وفي سياق إفشال تجربة الإسلاميين في الحكم لكيلا تمتد إلى دول أخرى. لكن في أي سياق يمكن أن يأتي الهجوم الشرس على حركة حماس ومحاولة شيطنتها في الإعلام المصري الممول. إن شيطنة حماس ومحاولة زعزعة سمعتها لدى الشعب المصري، لا يمكن أن يستفيد منها أي طرف مصري أو عربي حتى لو كان مناوئا الثورة أو الإخوان. باختصار: المستفيد الأول والأخير من دق الأسافين بين حماس والشعب المصري هو العدو الصهيوني، فهل يعمل هؤلاء على أجندة العدو بعلم أم بدون علم؟.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.