قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء، إن الجيش الأميركي أكمل حتى الآن إنشاء أكثر من 50 بالمائة من الرصيف البحري في غزة، الذي سيُقام قبالة الساحل لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع، فيما نقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤول أميركي، لم تسمه، قوله إنّ الرصيف البحري سيبدأ باستقبال المساعدات نهاية الأسبوع الجاري، لتبدأ عمليات نقلها إلى قطاع غزة بداية الأسبوع المقبل. وذكرت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ لصحافيين، أن المشروع يتألف من عدة مكونات مختلفة. ومضت قائلة: "الرصيف العائم بالكامل اكتمل وتأسس. لا يزال العمل في الجسر جاريا".
وعلى الرغم من وضع خطة زمنية لبدء العمل، حذر مسؤول أميركي، في حديثه مع صحيفة بوليتيكو، من أن هذا الجدول الزمني قد يتأخر بسبب عوامل بيئية مثل الطقس أو القضايا اللوجستية. وسيعمل المشروع على نقل المساعدات إلى قطاع غزة من خلال عدة مراحل، إذ ستقوم السفن التجارية أولاً بإيصال المساعدات إلى الرصيف العائم، حيث سيتم تحميل المواد الغذائية والإمدادات على قوارب أصغر يديرها الجيش الأميركي ومن ثم نقلها إلى الجسر، وبمجرد الوصول إلى هناك، سيقوم عمال إغاثة من الأمم المتحدة بتفريغ الشحنات وتنظيمها وتوزيعها.
وبحسب الصحيفة، فإن إنشاء الرصيف البحري الجديد من شأنه أن يشرك الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب على قطاع غزة، لأنه يضع القوات الأميركية قبالة ساحل غزة للمساعدة في توصيل الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات. وكانت إدارة بايدن قد قالت مراراً وتكراراً إنّ القوات الأميركية لن تدخل إلى غزة، لكنها ستبقى بدلاً من ذلك في عرض البحر لضمان بقاء الرصيف آمناً.
وكان البنتاغون قد أعلن قبل أسبوع أن الولايات المتحدة بدأت بناء الرصيف البحري في غزة لزيادة وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال الناطق باسم البنتاغون بات رايد لصحافيين: "أؤكد أن سفنا حربية أميركية بدأت بناء المراحل الأولى من رصيف بحري". ومن شأن هذه المنصة المؤقتة في البحر أن تسمح لسفن عسكرية أو مدنية بتفريغ حمولتها، على أن تُنقل المساعدات لاحقاً بواسطة سفن دعم لوجيستي إلى رصيف على الشاطئ.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حينها أنه سيساهم في "توفير الدعم الأمني واللوجستي" للمبادرة الأميركية، وقال في بيان: "من خلال وحدة تنسيق أعمال الحكومة، وافق الجيش الإسرائيلي على مبادرة جديدة تقودها القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة (سنتكوم)، على أن تسهّل هذه المبادرة وتوسّع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". وأضاف: "سيعمل الجيش الإسرائيلي على توفير الدعم الأمني واللوجستي للمبادرة، والتي تشمل بناء رصيف عائم مؤقت على شواطئ القطاع، ونقل المساعدات بحراً إلى قطاع غزة". وقال مسؤول عسكري أميركي كبير، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، إن القوات الأميركية على بعد أميال من ساحل غزة مع البدء في بناء الرصيف البحري، مضيفا أن القوات الإسرائيلية "ستخصص لواء لحماية القوات الأميركية".
ووفقاً لصور الأقمار الاصطناعية التي حللتها وكالة "أسوشييتد برس" وقتذاك، بدا أن أعمال البناء كانت تتحرك بسرعة. ويقع الرصيف البحري جنوب غرب مدينة غزة، التي كانت ذات يوم المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في القطاع قبل بدء الهجوم البري الإسرائيلي، مما دفع أكثر من مليون شخص للنزوح جنوباً نحو مدينة رفح على الحدود المصرية. ويأتي تشييده في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية واسعة النطاق بسبب بطء تدفق المساعدات إلى المنطقة، حيث تقول الأمم المتحدة إن ربع السكان على الأقل يعيشون على حافة المجاعة.
ومن المرجح أن يتكون الرصيف من ثلاث مناطق، واحدة يسيطر عليها الإسرائيليون حيث يجري إنزال المساعدات من الرصيف، وأخرى ستنقل المساعدات إليها، وثالثة حيث سينتظر السائقون الفلسطينيون المتعاقدون مع الأمم المتحدة لاستلام المساعدات قبل إحضارها. وقال مسؤول الأمم المتحدة إنه جرى نقلهم إلى نقاط التوزيع. ومع ذلك، قال المسؤول إن هناك نقاطاً عدة شائكة حول كيفية تعامل الإسرائيليين مع أمن الرصيف.