أجرى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، مشاورات أمنية بمشاركة رؤساء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول مقتل إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين جراء انفجار طائرة مسيّرة بمدينة تل أبيب، ليل الخميس الجمعة، في هجوم تبنته جماعة الحوثيين في اليمن، وهو الأول من نوعه الذي تنفذه الجماعة على هدف في المدينة.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "سيكون هناك رد على إطلاق المُسيّرة الإيرانية من الحوثيين. الرد سيأتي. إمكانية العمل على الأراضي اليمنية مطروحة على الطاولة ولا يمكن استبعاد أن تتم هناك".
وتشير التقديرات الإسرائيلية الحالية، أن هدف الهجوم كان سفارة الولايات المتحدة، رغم الحديث في وقت سابق اليوم بأنه لا معلومات استخبارية تدل على ذلك. وقال مسؤولون إسرائيليون تحدّثوا لموقع واينت العبري دون تسميتهم: "يتم فحص هذا الأمر، لكن يبدو أنها (المُسيّرة) لم تسقط هناك (قرب مكتب للسفارة) صدفة. يبدو أن هذا كان هدفهم".
وصباح اليوم الجمعة، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع، إن الجماعة نفذت "عملية عسكرية نوعية في تل أبيب بطائرة مسيّرة جديدة اسمها (يافا)، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها". وأكد أن العملية حققت أهدافها بنجاح.
وقال سريع في كلمة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين: "نعلن أن مدينة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وهدف أساسي في مرمى أسلحتنا، وسنركز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق"، لافتاً إلى أن الجماعة "تمتلك بنكاً للأهداف في فلسطين المحتلة، منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة، وسنمضي في ضرب تلك الأهداف رداً على مجازر العدو وجرائمه اليومية في قطاع غزّة". وعاود تأكيد أن عمليات الحوثيين "لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة".
من جهته، قال مسؤول عسكري إسرائيلي، الجمعة، إن مسيّرة "كبيرة جداً" استخدمت في الهجوم، مشدداً على أن "خطأ بشرياً" وراء عدم اعتراض المسيّرة. وأضاف المسؤول للصحافيين إن "مسيّرة كبيرة جداً يمكنها التحليق لمسافات طويلة" استخدمت في الهجوم، مشدداً على أنها "اصطدمت بمبنى سكني، ولم تكن مسيّرة يمكن شراؤها" عبر الإنترنت، وفقاً لـ"فرانس برس".
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تشن جماعة الحوثيين عمليات استهداف لسفن مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي أو متجهة إلى موانئه عن طريق البحر الأحمر، وذلك رداً على الحرب في قطاع غزّة. ولاحقاً أضافت الجماعة سفن بريطانيا والولايات المتحدة إلى قائمة الاستهداف بعد شن الدولتين ضربات على مواقع في اليمن، ضمن تحالف دولي شُكل "لحماية الملاحة الدولية".