قالت عدد من الصحف الأجنبية، المُتفرّقة، إن الحرب على كامل قطاع غزة المُحاصر، اقتربت من عام كامل، ودولة الاحتلال الإسرائيلي لم تستطع بعد "حل واحدة من أعظم الأزمات في تاريخها. حيث أدّت حربها على غزة لانتقادات دولية واسعة. وهناك أكثر من 100 أسير إسرائيلي لا يزال في غزة".
البداية من صحيفة "إندبندنت"، التي نشرت مقالا، للمديرة التنفيذية للمؤسسة البحثية "تشاتام هاوس" في لندن، برونوين مادوكس، قالت فيه إنه "مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للسابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والرد الانتقامي ضد غزة، فإن إسرائيل ليست لديها استراتيجية للسلام".
وأكدت مادوكس، أن "هجمات البيجر الأخيرة ضد "حزب الله" تثبت هذا الأمر، فقد تم تفجير أجهزة النداء/ بيجر التي يستخدمها مقاتلو "حزب الله" في لبنان وسوريا بضربة واحدة، في 17 أيلول/ سبتمبر، مخلّفة 12 قتيلا و3,000 جريح".
وأضافت: "في زيارتي لإسرائيل، هذا الأسبوع، كان من المذهل أن أرى حالة الانقسام المريرة في الرأي العام، بين أولئك الذين يريدون إعادة الأسرى إلى عائلاتهم كأولوية، وأولئك الذين يفضّلون ملاحقة "حماس" حتى على حساب حياة الأسرى".
وفي السياق ذاته، أشارت مادوكس، إلى "تصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك عنف المستوطنين، وأدى لمقتل أكثر من 600 فلسطيني، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وفي الوقت نفسه، تتعرّض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب أفعالها في غزة".
وأردفت: "بعد الاجتماع والتحدث مع الإسرائيليين والفلسطينيين، هذا الأسبوع، يبدو السلام بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى"، مبرزة: "يظل المسار المحتمل للعلاقات الإقليمية الأكثر استقرارا، من خلال التطبيع مع السعودية والعلاقات الدبلوماسية القائمة مع خمس دول عربية، بعيد المنال في حين يستمر القتال في غزة".
من جهتها، صحيفة "التايمز"، نشرت مقالا، للكاتب ريتشارد سبنسر، قال فيه، إن "حيل الموساد لن تضيء طريق إسرائيل؛ فربما أدّت الهجمات لمنع غزو إسرائيلي للجنوب اللبناني، إلا أن الخلاف حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عميقٌ جدا".
وأضاف سبنسر: "إن مواطني الدول القائمة على الجزر، أو تلك التي يحيط بها حلفاء فقط، قد يندهشون من قرب العدو عندما يصعدون إلى أبراج المراقبة في الدول التي تخوض حربا"، مردفا: "في الجبال الخضراء الشاسعة، حيث تلتقي إسرائيل ولبنان، لا يفصل بين الجانبين سوى مسافة قريبة مثل مصافحة اليد".
ويبرز سبنسر أن "التباهي أمر، ولكن في الظروف المناسبة يجب التعامل معه بجدية"، مسترسلا أنه، في وقت سابق، قال له أحد الضباط الذين كانوا يرافقون جنود الاحتلال الإسرائيلي، إن "القوات الإسرائيلية أكملت خططها لغزو جنوب لبنان، وعرضتها على نتنياهو. وكل ما كان مطلوبا هو موافقة حكومة الحرب عليها".
وتابع: "مع أنه لم تتم الموافقة على الخطة، على ما يبدو، إلا أن تفجير أجهزة النداء/ بيجر، في الأيام الماضية، إشارة عن بداية للغزو الشامل"، مسترسلا بالقول إن "إسرائيل تريد إخراج "حزب الله" من الشريط الحدودي في جنوب لبنان، وهي المنطقة التي احتلتها عام 1982- 2000".
وأوضح أن ذلك "بهدف تخفيف التهديد على السكان في البلدات الشمالية في إسرائيل، ممّن نزحوا بعد المواجهات مع "حزب الله" التي بدأت بعد تاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
ويقول سبنسر، إن "ما ذكره الجنود المتفاخرون الذين لقيهم على المنصة الخرسانية لم يكن نجاحات كاملة لإسرائيل. ويظل اجتياح لبنان عام 1982 مثالا على ضرورة الحذر وما تتمنى تحقيقه".
وأكد: "بما أن إسرائيل لا تزال في حرب غزة يبدو أنها غير قادرة على إنهائها، فهي لا تملك أي وسيلة للتوفيق بين نفسها وبعض جيرانها، وخاصة لبنان وسوريا، في حين أن دولا أخرى، مثل الأردن، الشريك السابق، غاضبة من إسرائيل، فيما يستمر البرنامج النووي الإيراني".
وختم بالقول: "تتخبّط حكومة نتنياهو المنقسمة وجيشه المنقسم، ولكن دون أي قدر من الإقناع، وهو الرجل نفسه الذي يكرهه أغلب من يعملون معه. ويتساءل العديد من الإسرائيليين إلى أين يتجهون، ولا تستطيع حيل الموساد أن تقدم لهم الإجابة".