أُحب ابن عمي ذاك الذي يعيش حياته بطريقة تثير الانتباه, يا ليتني مثله, لا يبالي هل الدنيا صيف أم شتاء؟, حرب أم هدوء؟, يخلق سعادة غامرة في نفسه!, وحتى في أحْلَكْ الظُّروف, إن تحدثث معه, تأخَّر الراتب, تكسَّر الشارع, قطعت المياه والكهرباء, "طفحت المجاري"-أجلَّكم الله- يقول لك" عادي, بطَّلَت تفرق" . ابن عمي يعمل في الحكومة لم يتقاض رابته لشهرين, ويعمل في المحاكم, أكثر الأماكن وجعاً للرأس, ومواجهة للمشاكل, ما إن يعود لبيته حتى ينسى عمله, وسعادة تغمره, بالقليل والكثير يعيش, بالغالي والرخيص يعيش, أراقبه وهو يلاعب ابنه بطريقة تشعرك أنه "مالك للدنيا بحذافيرها". ابن عمي عليه من الديون الكثيرة, فهو يبني بيته, خسر في الزراعة جراء حشرة أصابت النباتات, وبالرغم من ذلك يشتري صحته وعافيته, فلا يبالي, تحاكيه, يحاكيك, يضحك في وجهك, تستغرب وهو الخاسر في زراعته قبل دقائق. ابن عمي لا يملك سيارة, ولا طيارة, ولا "فِزْبَة", يحب الجميع ويمدحهم, تحاول أن تجد عدواً له فلا تعثر, تراه يوقد النار في أرضه, يشرب إبريقاً من الشاي, على خبزة "مُقَحْمَشَة" مع "باذنجانة مشوية", وصحن كبير من "الفلفل الأحمر الحار " ويعزمك إن كنت جالساً معه على الغذاء الملوكي. غيره يعمل لكل صغيرة وكبيرة حساب, ينام على فراشه, ما إن يضع خدَّه على الوسادة, حتى تشتعل حرب داحس والغبراء في رأسه, يبدأ بمراجعة كل الحسابات, يحاول حل مشاكل العالم بأسرها, وتقوِيم الأخطاء, والانتقام ممن بحقه أساء, وترى الليل انقضى وهو لم ينم بعد, فهو في توتر دائم, صحته تتراجع, ولا يعيش مرتاح البال, يفكر في كل شيء, ويريد الحل لكل شيء. " الله يعيطك العافية يا ابن عمي" ليتني أعيش مثلك, لا ألقي بالاً لكثير من المتغيرات, والمحيطات.... سألته كيف تستطيع في ذلك؟ فأجابني : " مش فَارْقَة", كثير من الأمور لا تستطيع إصلاحها, فلا تشغل بالك!!.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.