تثير التطورات المتسارعة في المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل جنوب سوريا، تساؤلات حول احتمالية توسيع الاحتلال الإسرائيلي نطاق عملياته العسكرية في غزة ولبنان إلى الجبهة السورية.
وبعد قيام جيش الاحتلال بنشر دبابات وآليات عسكرية بمحاذاة بلدة حضر بريف القنيطرة، استهدف الخميس، بقذائف الدبابات الطريق الواصل بين بلدتي بريقة وبير عجم قرب الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وقبل ذلك، شقت قوات الاحتلال بعض الممرات والطرق قرب السياج الحدودي الفاصل، وفجرت كذلك حقول ألغام بمحاذاة السياج.
تزامنا مع ذلك، رشحت أنباء عن وصول "قوات نخبة" تابعة للجهات المدعومة من إيران، وذلك بعيد الاجتياح البري لجنوب لبنان.
توغل بري محدود
ولم يستبعد الباحث في مركز "أبعاد للدراسات" فراس فحام، أن تتوغل قوات الاحتلال بشكل محدود في الجنوب السوري؛ نظرا لمخاوف الاحتلال من تحول الجبهة السورية إلى جبهة تستخدمها الجهات التابعة لإيران لإسناد حزب الله، الذي يتعرض لهجوم في جنوب لبنان.
وأضاف فحام، أن الاحتلال قد يتخذ هذه الخطوات العسكرية لتأمين حدود الجولان، وخاصة لجهة إطلاق صواريخ قصيرة المدى، لكن التوغل –إن حصل- لن يكون واسعا.
على النسق ذاته، يرى الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة، أن قيام الاحتلال بالتوغل البري في المناطق السورية المقابلة للجولان المحتل، ليس بالأمر المستبعد.
ويبين حمادة أن "الاحتلال قد يقوم بالتوغل البري في الأراضي السورية للالتفاف على مواقع حزب الله القريبة من الحدود السورية، لتجنب المواقع المحصنة للحزب".
وكانت مصادر إخبارية، قد كشفت عن انسحاب قوة السلام الإيرلندية، العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك "أندوف" من نقاطها في ريف القنيطرة وحوض اليرموك.
وقال موقع "صوت العاصمة" المحلي؛ إن "رتلا مؤلفا من 10 سيارات تابعا لقوة السلام الإيرلندية، انسحب من النقاط في ريف القنيطرة، تبعه بنحو نصف ساعة انسحاب 9 سيارات أخرى، يوجد فيها ما يقرب من 50 عنصرا، متجهين نحو العاصمة دمشق".
ترتيبات روسية غير معلنة
ويرى الباحث المختص بالشأن العسكري في مركز "جسور للدراسات" رشيد حوراني، أن كل ما يجري في المناطق القريبة من الجولان السوري، أي التحركات التي بدأت منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول الماضي، بترتيب غير معلن من روسيا.
وفي حديثه أوضح أن روسيا تشرف من خلال زيادة وجودها في الجنوب السوري على كل التطورات والتحركات، وذلك بهدف تحييد سوريا، مقابل تعويم النظام، ما يعني استبعاد أن يشهد الجنوب السوري عمليات عسكرية من قبل الاحتلال.
ويشير حوراني إلى زيادة عدد النقاط الروسية بمحاذاة الجولان السوري، ويقول: "الهدف ضبط حركة المليشيات الإيرانية، وكذلك سد الفراغ الناجم عن تقليص عدد القوات الأممية لمراقبة فك الاشتباك".
جوا، وسع الاحتلال ضرباته في سوريا منذ زيادة التصعيد في لبنان، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاحتلال شن أكثر من 78 غارة جوية و17 برية، في سوريا منذ مطلع العام 2024، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 185 هدفا، ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.