قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليلى خالد، إن "7 أكتوبر هو نتيجة نضال 100 سنة للشعب الفلسطيني، وهو ليس عملية عادية، بل هو مفتاح باب التحرير، وسوف يلحقها الكثير لاحقا"، مردفة: "الأمل لا يهفت معنا، نحن نعيش بالأمل لعودتنا وتحرير بلادنا".
وأوضحت خالد، خلال لقاء مع تلفزيون "الغد"، أن مجتمع الاحتلال الإسرائيلي "البشع، والذي يركض كل يوم خلف الدم الفلسطيني، محكوم بالخوف، لأنهم لصوص، سرقوا أرضنا، ومجرمون".
ولفتت المناضلة الفلسطينية: "من يفكر بأن تمتد اليد الفلسطينية مرة أخرى لتصافح مجرمي الحرب، سوف يعرف هؤلاء أن نتيجتهم الموت من طرف شعوبهم".
وأضافت القيادية بالجبهة الشعبية، أن "الساحة الفلسطينية دائما لها أدواتها في كل مرحلة، وفي نفس الوقت لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن النضال"، مبرزة: "احنا في مرحلة تحرر الوطني، وهي مرحلة لها أدواتها، مثلا: في مرحلة التحرر الوطني لم يبق فقط الكفاح المسلح، ولكن الانتفاضة الشعبية التاريخية في 1987، إذن الشعوب والمقاومة تبتدع الأشكال".
وفي تعقيبها على كلمة "الأدوات"، قالت ليلى خالد: "هي الآليات اليومية أو التكتيكات، ولكن في مجرى رئيسي، هذا الذي يجب أن يعبر عليه الشعب لينال حريته، ويستخدم الأدوات المختلفة".
"لكن أن يقال إن العمل العسكري ليس وسيلة؛ لا لم نرى أحدا تحرّر دون الكفاح المسلح، لأنه هو أقصر الطرق للحرية"، تابعت المناضلة الفلسطينية، مردفة: "أما أطول الطرق، فهو أن تعطي مدى لعدوك لكي يستعبدك ويحتل أرضك ويقلع شجرك، والآن وصلوا إلى الإبادة الجماعية".
وأكدت: "نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استشهد لنا الأمين العام، واعتقل الأمين العام الذي أتى بعده، وما زالت الجبهة الشعبية تقاتل في غزة والضفة الغربية، لا ينهار البنيان؛ لأن له زمن والشعب يحميه"، وذلك في إشارة إلى أن المقاومة الفلسطينية لا تنهار خلال استشهاد قادتها، بل تظل مستمرة.
وأوضحت المناضلة الفلسطينية: "إذا الشعب قال لا للانتفاضة أو للكفاح المسلح، إذن هو لا يريد التحرر أو أنهم يخطئون، لأن الشعوب تحاسب قياداتها".
وفي ختام لقائها الصحفي، قالت ليلى خالد، إنّ: "من يخاف من وقف الحرب هو نتنياهو وليس نحن، لأننا لم نطالب بوقف إطلاق النار؛ لكن الآن لما شفنا هذا الوضع، طلبنا بوقف إطلاق النار، مقابل أن يرحل المحتل من أرضنا، هذه هي النقطة الثانية لكافة الفصائل، ثم تبدأ عملية تبادل الأسرى، وثم أن يكون الشعب الفلسطيني هو المسؤول عن مصيره في كل فلسطين".
تجدر الإشارة إلى أن ليلى خالد، هي فدائية فلسطينية، ولدت عام 1944 في مدينة حيفا، وهاجرت إلى مدينة صور اللبنانية مع بداية النكبة، عاشت في مخيمات اللجوء، وانضمت إلى المقاومة في وقت مبكّر.
ودخت ليلى الحياة السياسية والنضالية بسبب الجو العائلي، حيث انتمى 6 من إخوتها إلى حركة القوميين العرب التي أسّسها جورج حبش ووديع حداد، فكانت في الثامنة من عمرها تجذبها نقاشات أخيها الأكبر مع والدها، ومنها بدأت تفهم سبب خروجهم من فلسطين وما الذي يجب عليهم فعله.
وفي عمر الـ14 عاما، كانت ليلى منتظمة في حركة القوميين العرب، ولم تكن مهمتها فقط هي توزيع منشورات أو إلقاء خطابات أو الخروج في مظاهرات، بل طُلب منها ومن رفيقاتها إيصال الطعام إلى خطوط المقاومين الأمامية، وبعد الحرب الأهلية في لبنان، أصبحت ليلى عضوا فاعلا في الحركة.
وفي عام 1969، اختطفت ليلى طائرة في طريقها من روما إلى تل أبيب، وانتشرت صورتها وهي تحمل بندقية إي كي-47 حول العالم. وقيل إنها أجرت ست عمليات تجميل من أجل إخفاء هويتها، وفي العام التالي حاولت اختطاف طائرة أخرى أقلعت من أمستردام في طريقها إلى نيويورك، غير أن الطائرة حرّفت مسارها إلى هيثرو، وأطلق سراحها في صفقة تبادل أسرى.
وعادت خالد إلى بريطانيا للمشاركة في عدد من المناسبات وحتى عام 2002، لكن السفارة البريطانية رفضت خلال عام 2005 منحها تأشيرة للمشاركة في مهرجان ببلفاست.
وقالت ليلى قبل عقدين: "لم أعد أؤمن أن هناك ضرورة لكي تقلد المرأة الرجال، وقد تعلمنا أن المرأة يمكن أن تكون مناضلة ومقاتلة حرية وناشطة سياسية، وتحب، وتكون محبوبة، وتتزوج، وتنجب أطفالا وتكون أما".
وعلى الرغم من مرور السنوات، لم تغير خالد مواقفها من الكفاح المسلح، إذ تدعو لدولة فلسطينية عاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي احتلّتها في 1967.