دخلت عصا القائد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار، والتي ألقاها في معركته الأخيرة على طائرة مسيرة "درون" إسرائيلية، موسوعة الأمثال الشعبية العربية الحديثة.
وتناول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة مرسومة من واقع المشهد الحي للشهيد السنوار، وهو يجلس جريحا ملثما على أريكة داخل منزل برفح، وفي يده عصا يلقيها على الطائرة المسيرة الإسرائيلية.
وكتب النشطاء تحت الصورة مثلا عربيا بعنوان: قل: رميته بعصى السنوار دلالة على أنّ الإنسان حاول بكل ما يستطيع وبذل كل جهده ومل يبق معه إلا عصاً، فرمى بها.
ورمى السنوار العصا قبل أن يقتله جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اشتباك نجا منه، فكانت المسيّرة، ثم الدبابة، رمى عصا كآخر حركة مقاومة في وجه ماكينة حرب تختزلها المسيّرة.
وامتد صدى استشهاد السنوار، إلى ما هو أكثر من التبعات العسكرية والسياسية على الصراع الدائر مع الاحتلال.
وفي المقابل، حظرت شركة "ميتا" التفاعل الشعبي الفلسطيني والعربي والعالمي مع ملف اغتيال السنوار، عبر حجب صوره على صفحات النشطاء والمجموعات الإخبارية، ما أدى لابتداع النشطاء طرقا التفافية تحيي صورة القائد وتبقي على مشهدية البطل المقاوم الذي قاتل حتى اللحظة الأخيرة من حياته غير آبه لما يقابل.
وتماشى معنى المثل الشعبي المبتدع "رميته بعصا السنوار" مع الكيفية التي استشهد بها السنوار، حيث ظل يقاوم قوات الاحتلال حتى أصيب وجلس على كرسي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولما اقتربت منه طائرة مسيرة ألقى عليها عصا كانت بيده رغم الهوان الشديد الذي كان فيه.
واستشهد يحيى السنوار في 17 من شهر أكتوبر 2024 في مدينة رفح بقطاع غزة، بعد اشتباك مع قوات الاحتلال. وينظر الاحتلال للسنوار الذي كان يرأس حركة حماس في غزة، والمكتب السياسي للحركة بعد استشهاد إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو/ تموز 2024، على أنه مدبر ومخطط عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، التي هزت دولة الكيان ومرغ أنفها في التراب.
وعلى مدار أيام الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وضعت دولة الاحتلال السنوار على رأس قائمة الشخصيات المطلوبة لديها، ولم تقف على حدود ذلك، إذ حاولت اغتياله معنويا واسقاطه من عيون حاضنته الشعبية بغزة ومناصري المقاومة في العالم.
وروجت (إسرائيل) عبر ماكينتها الإعلامية المتنوعة أن السنوار يختبئ في أنفاق حركته تحت الأرض لا يأبه بآلام شعبه، وأنه محاط بالأسرى من حوله خشية على حياته، ويرتدي حزاما ناسفا حول وسطه، لتنسف الصورة الأخيرة في رفح كل الروايات المفبركة والأكاذيب المستحدثة، وهو يرتدي بزته العسكرية مقاتلا يلقي بآخر ما لديه من وسيلة قتال في وجه عدوه، ويعلوا في عيون أبناء شعبه ومناصري المقاومة والعالم ينصروه بأقلامهم وحناجرهم وينعوه بـ المقاوم البطل، مقبل غير مدبر، مقاتل حتى النفس الأخير.