10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
15.9°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة15.9°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: سلوك (تل أبيب) المتوقع إزاء تراجع مكانة واشنطن العالمية

حذّرت أوساط سياسية إسرائيلية من تراجع مكانة الولايات المتحدة إلى أسوأ الحالات، ما من شأنه أن يؤثر على متخذي القرارات في "تل أبيب"، لأنّ القوة الأولى في العالم عاجزة عن التدخل في السياسة الخارجية، واهتماماتها منصرفة لشؤونها الداخلية، حيث يبلغ عدد سكانها اليوم( 310 مليون نسمة)، مستحضرة جملة من الأرقام والإحصائيات الدالة على ذلك، معتبرة إياها "ضوء أحمر" يجب أن يضاء 24 ساعة في "تل أبيب"، وتوجه متخذي القرارات في الحكومة وأذرع الإدارة الأمنية والعسكرية المختلفة، في جميع المجالات، ورغم أنه من السابق لأوانه تأبين أمريكا كقوة عظمى، لكن لا يجوز البتة تجاهل ضعفها في هذا الوقت. [title]• ضعف استراتيجي[/title] يأتي ذلك بعد فشل السياسة الخارجية الأمريكية بصورة مريعة في السنوات الأخيرة، من خلال تبدد طموحات الرئيس "باراك أوباما" بحدوث تحول حاد في الإستراتيجية الأمريكية، ووعده باستبدال القوة العسكرية بأخرى ناعمة ودبلوماسية، وإحداث تصالح مع العالم العربي والإسلامي، وإدارة مفاوضات مع أعداء بلاده، وتعزيز وضع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، ومن دواعي السخرية، أن حدثت تحولات مؤخراً في "أنقرة" والقاهرة، تدل على الفشل التام للخطة، وهما الدولتان اللتان تشكلان حجر الزاوية للإستراتيجية الأمريكية. كما أن إستراتيجية واشنطن بدت في العالم العربي والإسلامي "دليل ضعف" ينبغي استغلاله، فالحروب الفاشلة التي اندلعت في أفغانستان والعراق، مع الأزمة الاقتصادية العميقة، عززت في المنطقة من الشعور بأن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تراجعاً، وأن تأثيرها بات محدوداً، كما أن السياسات المتسرعة تجاه الانتفاضات العربية أضافت لبنة أخرى من عدم الثقة، وفقدان الدبلوماسية الأمريكية لتأثيرها. أكثر من ذلك، فإن بوادر الضعف الأمريكي في نظر (تل أبيب) تبدت في الشواهد التالية: 1. عدم النجاح في وقف السباق النووي الإيراني لامتلاك سلاح نووي، 2. الفشل في جلب الفلسطينيين لطاولة المفاوضات، وإحباط نواياهم للحصول على قرار الأمم المتحدة. 3. عدم التمكن من تحقيق حل وسط بين أنقرة وتل أبيب حول أسطول غزة، ما يعني أنه لو كان في واشنطن زعيم قوي وصارم، لكانت هناك شكوك كبيرة في أن "أردوغان" سيسمح لنفسه بتدهور العلاقات مع الصهاينة، وتهديدهم، وشكوك كبيرة في أن أبا مازن كان سيسمح لنفسه بمراوغة الولايات المتحدة، وهي شواهد تؤكد أن معاني القوة والردع والصرامة والزعامة، أمور مازالت مفقودة جداً في البيت الأبيض. [title]* تآكل القوة[/title] في صعيد متصل، فإن هناك شعوراً متزايداً في (تل أبيب) وغيرها من العواصم الحليفة لواشنطن بأن زعامتها للعالم باتت تتآكل، في حين أن الدول الأخرى المنافسة والصاعدة تزداد قوة. وإذا حكمت القوى الإقليمية عليها بأنها دولة ضعيفة، فستكون أقل استعداداً للمساومة على قضايا ذات أهمية لها، كما ستسفر عن تبعات خطيرة عليها في حال شكّكت التحالفات التي طال أمدها في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط بضماناتها الأمنية، أو في حال حكموا عليها بأنها غير قادرة، أو غير مستعدة لحل المشاكل الإقليمية والدولية. كما أشعلت الأحداث الاستثنائية في الشرق الأوسط عام 2011 هذا النقاش من جديد حول صفة وقدرة وحدود القيادة الأمريكية، ويعتقد الإسرائيليون أنها تظهر ضعفاً في منطقة لا ترحم الضعفاء، إلا أن النخبة في (تل أبيب) لا تشك في قدراتها العسكرية، وكيف ستخدم أرصدتها لتشكل اتجاهات وأحداث تؤثر بصورة مباشرة على المصالح الصهيونية، كما ينظرون إلى عدم استعدادها لتهديد إيران بالقيام بضربة عسكرية ليس فقط، سيقوي عزمها وإصرارها، بل سيجعل من امتلاك إيران للسلاح النووي أمراً محتوماً. وعلى الرغم من أن أغلبية الإسرائيليين واثقون بأن الولايات المتحدة ستبقى القوة العسكرية المسيطرة دولياً في المستقبل المنظور، يرى كثيرون أن قوى صاعدة كروسيا وتركيا تتحدى بصورة متزايدة السياسة الأمريكية في عدة قضايا، حتى إن البعض يشير إلى تطور بطيء لنظام عالمي متعدد الأقطاب، لا تتمتع الولايات المتحدة فيه بذلك التأثير لتشكيل اتجاهات وتحقيق نتائج، ويفرض هذا الأمر قيوداً دبلوماسية حقيقية على (إسرائيل)، التي تعتمد على دعم دبلوماسي أمريكي، لاسيما في المنتديات الدولية، ويخشون من أن تحرك واشنطن نحو التعددية قد يصبح أمراً لا يمكن الرجوع عنه، وسيعمق عزلتهم الدولية بصورة متزايدة.