توافق اليوم الذكرى الـ107 لما يعرف بوعد "بلفور" المشؤوم الذي أطلقته الحكومة البريطانية في رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطانية في 2/11/1917 إلى اللورد "ليونيل روتشيلد" أحد زعماء الحركة الصهيونية، قطعت فيها تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين.
ويعد ذلك شاهدًا صارخًا على انحراف القيم الإنسانية والسياسة الدولية، وهي الشاهد الأكبر على أعظم عملية سطو في التاريخ مهّد لها الانتداب البريطاني تلك القوة العظمى في زمانها، ونفذتها عصابات من شذاذ الآفاق تجمعوا لفيفًا أدعياء من كل صوب لا أصل لهم ولا تاريخ، فَاعَتدَوا على حق شعبنا الفلسطيني، وقتّلوا منه مَن قتّلوا، وهجّروا من هجّروا برعاية وحماية بريطانية وصمت دوليّ.
وأسس وعد بلفور الغادر لمأساة القرن، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة، هو وعد باطل منذ إطلاقه، وسرقة للتاريخ، ولحقوق شعبنا، وبريطانيا مَن تتحمل إلى جانب الاحتلال وأعوانه الكوارث والمآسي التي حلت بشعبنا بسببه.
وتعود الذكرى المشؤومة هذا العام، وما زال شعبنا الفلسطيني يعاني من وحشية وقمع وقتل وتهجير وحرب إبادة مستمرة في قطاع غزة، والمجتمع الدولي يواصل صمته، وأمريكا تلعب الدور ذاته الذي مارسته حليفتها بريطانيا.
وأكد الشعب الفلسطيني خلال مقاومته المستمرة على مر التاريخ، أن هذه الوعود والقرارات باطلة، والمؤامرات الدولية فاشلة، وعلى الرغم من عظم التضحيات وتعدد المحطات الدموية والمؤلمة فقد أكد تمسكه بوطنه فلسطين، وأثبت أنه يسكن في قلبه وروحه، ولديه دائمًا الاستعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله، ولا يمكن أن يتخلى عن ذرة تراب منه، طال الزمان أم قصر، وإن كل محاولات تزوير التاريخ وكي الوعي والصفقات المشبوهة وقرارات الضم لن تفلح في تغيير الواقع وطمس معالم الحقيقة.