19.43°القدس
19.03°رام الله
18.3°الخليل
23.42°غزة
19.43° القدس
رام الله19.03°
الخليل18.3°
غزة23.42°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: الطبل الأجوف

حين تفقد الثورة المضادة في مصر الأمل في النجاح، أو في تحقيق أهدافها، تتخبط وتذهب مذاهب الفجرة، ممن يستعينون بالأكاذيب الملفقة، وبالأصوات العالية المرتفعة، لإقناع الناس بصدق ما يقولون، وهم يحسبون أن علو صوت الطبل الأجوف علامة على انتصار الجيوش. وما كان يوماً كذلك! في بعض إعلام الثورة المضادة طبل أجوف، وأصوات مرتفعة، وأكاذيب مختلفة ملفقة. ومن ذلك ما زعمته إحدى فضائيات رجال الأعمال من أتباع النظام المنحل، أن صحفية زعمت أنها اطلعت على مخزن لملابس عسكرية مصرية وإسرائيلية بالقاهرة يتبع لجماعة الإخوان، ويعدونها للتصدير إلى غزة من خلال الأنفاق، وزعمت أنها تصورت مع هذه الملابس، فلما سألها متداخل كيف عرفتي أنه للإخوان قالت: إن الرجل الذي أخذني إلى المخزن معصوبة العينين أقسم بالله العظيم أنه للإخوان؟! الوقت الذي منحته معدة البرنامج لهذه القصة المفبركة تجاوز العشرين دقيقة، وتوجيه الحديث كان باتجاه إضفاء المصداقية عليه، رغم أن الخبر لا يستحق النشر ، ولا يمكن أن يلتفت إليه مهني محترم، فضلا عن فضائية الدقيقة الهوائية بمئات الجنيهات المصرية، بل بآلاف الجنيهات المصرية. الخبر مجهول المصدر، والاتهام فيه مبني على قسم كاذب، وكأن كل من أقسم بالله صدق في قسمه! وكأن أقسام الإعلام في مصر تعلم المهنية باليمين والقسم؟! ولماذا تجتمع الملابس المصرية والملابس الإسرائيلية؟ ولماذا يقوم على تصديرها الإخوان لغزة؟ أسئلة عديدة كان يمكن أن تطرحها معدة البرنامج على نفسها قبل توسيخ الأثير بفجور وأكاذيب ملفقة؟! لقد هبط الإعلام المضاد للثورة المصرية في مستنقع من الأكاذيب والتلفيقات، والفبركات الإعلامية بغرض تمزيق الحاضنة الشعبية المصرية التي تحتضن الإخوان، والتي تحتضن حماس، بغرض تهيئة الأجواء لإنجاح الثورة المضادة ضد محمد مرسي والإخوان. الشعب المصري شعب طيب وكريم وهو يحترم حماس، والمقاومة، ويحبها، ويبغض الصهيونية، ويدعو إلى تحرير فلسطين، وهو أكثر الشعوب تعاطفاً مع المقاومة ومع حماس. مثل هذه الفبركات الإعلامية، التي تنتمي إلى الفجور الإعلامي، ولا تنتمي إلى المهنية لن تجهض حب الشعب المصري واحترامه لغزة وللمقاومة الفلسطينية، وإذا كانت ثمة خصومة مدفوعة الثمن والأجر مع الإخوان في مصر، فإن المقاومة الفلسطينية ينبغي أن تكون فوق هذه الخصومة، لأن مصر الحضارة والتاريخ والشعب لا تقبل الإساءة إلى المقاومة الفلسطينية. لا يمكن للإعلام المضاد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، لأنه بمجرد الإساءة إلى المقاومة يثبت هذا الإعلام على نفسه العمالة (لإسرائيل)، لأنه لا يهاجم المقاومة ولا يفتري عليها هذا الافتراء إلا الإعلام الصهيوني، لذا فإنه من باب النصيحة لرجال الأعمال من أتباع مبارك ننصح ونقول دعوكم من المقاومة، واعملوا بمهنية، ووجهوا جهودكم وأموالكم لكشف المؤامرات الصهيونية، ودعوكم مما يسيء إليكم قبل أن يسيء إلى المقاومة، والمقاومة لا تحتاج ملابس، وإنما تحتاج رجالا كصلاح الدين.