أفاد مصدر مطلع أن البيت الأبيض خفف من توقعاته بشأن تحقيق صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل تفضي إلى وقف كامل لإطلاق النار في غزة قبل نهاية العام.
وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه أنه حتى نهاية الأسبوع الماضي كان هناك تفاؤلا كبيرا بأن يتمكن المفاوضون من تجاوز العقبات، والتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، "أو على الأقل، التوصل لتفاهم بشأن اتفاق ملزم للطرفين ، يتم بموجبه تحديد أطر لا تراجع عنها تشمل الخطوات الأولية، والطريق قدما بعد ذلك".
وقال المصدر : "عندما ذهب مستشار الرئيس بايدن لشؤون الأمن القومي، جيك سوليفان، في زيارته الأخيرة لإسرائيل (12 كانون الأول) صرح إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن قد يكون قريبا، حيث أشارت إسرائيل إلى استعدادها وكانت هناك علامات على التحرك من جانب حماس" أما الآن، "أعتقد أن هناك شعورا بالإحباط في البيت الأبيض بأن يتم التوصل لاتفاق كما كان مأمولا، بعد الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وحماس عن من المسؤول عن عراقيل اللحظة الأخيرة، التي قد تعيد التفاوض إلى المربع الأول".
وأشار المصدر إلى أن المسؤولين مشغولون بأعياد الميلاد ، وقد نرى تجددا بالطاقة والروح التفاوضية بعد الأعياد.
وارتفعت المؤشرات يوم الأحد الماضي عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، في ظل تفاؤل حذر من قبل الإدارة الأميركية التي تسعى لتحقيق اختراق قبل انتهاء ولاية جو بايدن في 20 كانون الثاني المقبل، وإعلان الفصائل الفلسطينية أن الاتفاق بات "أقرب من أي وقت مضى".
وأصدرت حركة حماس، الأربعاء، بياناً رسمياً اتهمت فيه إسرائيل بفرض شروط جديدة أدت إلى تأخير الاتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
وأشارت الحركة إلى أن المفاوضات التي تجري في الدوحة بوساطة قطرية ومصرية تسير "بشكل جدي"، لكنها أضافت أن إثارة إسرائيل لقضايا جديدة تتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن وعودة النازحين تسببت في تعطيل الاتفاق.
من جهته، رد مكتب رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو على بيان حماس باتهام الحركة بالتراجع عن التفاهمات السابقة، مؤكداً استمرار الجهود لإعادة الرهائن.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن "منظمة حماس الإرهابية تكذب مرة أخرى، وتتراجع عن التفاهمات التي تم التوصل إليها، وتواصل وضع الصعوبات أمام المفاوضات. ومع ذلك، ستستمر إسرائيل في جهودها بلا كلل لإعادة جميع المختطفين".
بدورها ذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر "مطلعة" على المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة في غزة، أن المحادثات "لم تنهار"، لافتة في الوقت نفسه، إلى أن رئيس حركة حماس في غزة، محمد السنوار، "أظهر مواقف أكثر تشدداً مقارنة بشقيقه الراحل يحيى السنوار".
وعاد الوفد الإسرائيلي يوم الثلاثاء من قطر بعد أيام من الجمود في المفاوضات. وأوضحت المصادر أن هذا الجمود "ناجم عن رفض حركة حماس تقديم قائمة بأسماء المحتجزين، الأحياء والمتوفين، الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة".
وأشارت إلى أن حماس "تتجاهل ضغوط الوسطاء، حيث أظهر محمد السنوار، مواقف أكثر تشدداً مقارنة بشقيقه يحيى".
ومع ذلك، أكدت الجهات الإسرائيلية أنه في حال حدوث تقدم في المحادثات، فإنه "يمكن إرسال الوفد مجدداً".