عادت أسماء الأسرى الفلسطينيين البارزين من المحكوم عليهم بالسجن بالمؤبدات إلى الواجهة بعد إعلان التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في قطاع غزة، وتشمل هذه الأسماء قيادات العديد من الفصائل الفلسطينية.
ومن المقرر الإفراج خلال المرحلة الأولى من الاتفاق عن 33 أسيرا إسرائيليا، في حين سيفرج الاحتلال خلال المرحلة الأولى عن قرابة الألفي أسير بينهم 250 من ذوي المؤبد، وكذلك من بينهم قرابة الألف من المعتقلين بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتضم المرحلة الأولى 9 أسرى إسرائيليين من المرضى والجرحى من قائمة الـ33، وسيتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح 110 سجناء فلسطينيين من المحكومين بالمؤبد، كما أن فئة كبار السن (الرجال فوق الـ50) من نفس القائمة للأسرى الإسرائيليين سيتم إطلاق سراحهم بموجب مفتاح 3/1 محكومين بالمؤبد + 27/1 محكومين بأحكام أخرى.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني فإنه يبلغ عدد المؤبدات في السجون الإسرائيلية أكثر من 600، وهذا المعطى يشمل من صدر بحقه حكما بالسجن المؤبد ومن تقدم بحقه لائحة اتهام تقضي بالحكم عليه بالسّجن المؤبد.
المؤبد الإسرائيلي
تختلف مدة السجن المؤبد عند الاحتلال الإسرائيلي إذا ارتكب الأسير عملية على خلفية وطنية أو قومية أو فدائية، فإن مدة المؤبد يكون مدى الحياة (99 عاما)، أي إن السجين لا يخرج إطلاقا ولا يخفف حكمه وهو ما يطلق عليه (السجين الأمني)، ويُصْدَر الحكم المؤبد بحق من قام بعملية القتل ومن ساعده أو اشترك فيها حتى لو بشكل ثانوي.
أما إذا كانت نوايا القاتل جريمة عادية، أو شجارا عاديا وما إلى ذلك فإن المؤبد تحدد مدته لتكون 25 عاما وقد يخرج بعفو في حال كان القاتل يهوديا (وهو غالباً ما يوافق عليه) قبل عشرة أعوام من انتهاء محكوميته وهنا يطلق عليه (السجين المدني).
عبد الله البرغوثي
أحد أبرز قادة حركة حماس، ولد في الكويت عام 1972، وانتقل للعيش في الأردن بعد حرب الخليج الثانية سنة 1990، يحمل الجنسية الأردنية، وانتقل إلى فلسطين عام 1997.
اعتُقل البرغوثي (53 عاما) في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية في 5 آذار/ مارس 2003، وهو صاحب أكبر حكم يصدر في تاريخ الاحتلال، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة إضافة إلى 5200 عام.
ويأتي هذا الحكم بتهمة تنفيذه 7 عمليات فدائية وضلوعه في 7 عمليات تفجيرية أدت إلى مقتل 67 إسرائيليا وجرح أكثر من 500 آخرين، بواقع مؤبد عن كل قتيل، إضافة إلى الأحكام الأخرى.
محمود عيسى
أسير فلسطيني مقدسي في سجون الاحتلال الإسرائيلي محكوم بالسجن 3 مؤبدات و49 سنة، كان قائدا ميدانيا في كتائب القسام قبل اعتقاله، أسس أول فرقة خاصة في كتائب القسام سميت "الوحدة الخاصة 101" التي حملت على عاتقها تحرير الأسرى الفلسطينيين عن طريق أسر جنود إسرائيليين.
وأمضى عيسى (57 عاما) أكثر من 12 سنة في العزل الانفرادي ومنع من الزيارة ثماني سنوات، يعتبر عميد الأسرى المعزولين، يصنفه الاحتلال الإسرائيلي أحد أخطر الأسرى لديه.
واعتقل عيسى في 3 حزيران/ يونيو 1993 قبل توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير و"إسرائيل"، وجرت محاكمته بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي في محاولة لتحرير أسرى، على رأسهم مؤسس حركة حماس الراحل الشيخ أحمد ياسين.
الأسرى الثلاثة
في 19 آب/ أغسطس 1995 اعتقل الاحتلال الإسرائيلي الأخوين معاذ وعثمان سعيد بلال، إضافة إلى عبد الناصر عيسى، وهم من أبرز قيادات حماس في الضفة الغربية ومسؤولون عن سلسلة عمليات استشهادية.
وحكم على عثمان (54 عاما) بالسجن المؤبد 27 مرة بتهمة الوقوف وراء سلسلة عمليات استشهادية أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين، فيما حكم على معاذ (53 عاما) بالسجن المؤبد مرة واحدة بتهمة مشابهة.
واعتقل عبد الناصر عيسى (55 عاما) مع الأسيرين الأخوين، واتُهم أيضا بالضلوع في العملية الاستشهادية بالقدس، وحكم على إثرها بالسجن المؤبد مرتين و20 عاما.
مروان البرغوثي
سياسي فلسطيني بارز وأحد الرموز القيادية الفلسطينية في حركة فتح، ويحظى بشعبية واسعة لدى الشعب الفلسطيني، وهو عضو في اللجنة المركزية للحركة، وولد في قرية كوبر شمال غربي مدينة رام الله، واعتقل مرات عدة منذ 1967.
وأُبعد البرغوثي (66 عاما) عن الضفة الغربية سابقا، قبل أن يعود إليها مع قيام السلطة، وهو محكوم عليه حاليا بالسجن المؤبد 5 مرات بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في الضفة خلال انتفاضة الأقصى عام 2000.
في العام 2010 حصل البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية وحملت رسالة الدكتوراه عنوان "الأداء التشريعي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني ومساهمته في العملية الديمقراطية في فلسطين من 1996 إلى 2006"، وقد كتب رسالته في سجن "هداريم" واقتضى إيصالها إلى خارج السجن سرّا نحو عام كامل عبر محامية.
أحمد سعدات
سياسي فلسطيني بارز يشغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تم اختياره للمنصب بعد اغتيال أمينها العام السابق أبي علي مصطفى على يد القوات الإسرائيلية بصاروخين استهدفا مكتبه في مدينة رام الله، وظهر في أول خطاب له بعد توليه الأمانة العامة وأعلن عن مبدأ الجبهة الشعبية وهو: "العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس".
واعتقل سعدات (72 عاما) وهو من مدينة البيرة، من سجن للسلطة الفلسطينية بمدينة أريحا في 14 آذار/ مارس 2006، وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما بتهمة علاقته بعملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي من قبل أعضاء في الجبهة عام 2001.
نفق الحرية
في 6 أيلول/ سبتمبر 2021 تمكن ستة من الأسرى الفلسطينيين من الهروب عبر نفق من سجن جلبوع، ثم أعيد اعتقالهم خلال الأسابيع التالية، وهي عملية بارزة اعتبرت فشلا أمنيا كبيرا داخل "إسرائيل".
ومن الأسرى الستة محمود العارضة (49 عاما) من سكان عرابة قضاء جنين، وهو محكوم بالسجن المؤبد بالإضافة إلى خمسة عشر عاما، من مواليد بلدة عرابة قضاء جنين، وينتمي لحركة الجهاد الإسلامي وشارك في عدد من العمليات العسكرية ضد "إسرائيل".
ويوصف العارضة بأنه قائد عملية تحرير الأسرى، وهو عضو في الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
ومن الأسرى أيضا يعقوب محمود أحمد قادري (53 عاما)، وهو محكوم بالسجن المؤبد لمرتين بالإضافة إلى خمس وثلاثين عاما، ومن مواليد بلدة بير الباشا قضاء جنين، كانت بداياته عبارة عن أعمال فردية، ومن ثم التحق بحركة الجهاد الإسلامي ليشارك من خلالها بعدد من العمليات العسكرية ضد "إسرائيل".
أما الأسير أيهم كممجي (38 عاما) فقد اعتقل بعملية إسرائيلية خاصة في تموز/ يوليو 2006 من مدينة رام الله، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ويتعرض منذ إعادة اعتقاله بعد عملية نفق الحرية للقمع والتعذيب والحبس الانفرادي.
والأسير الرابع هو مناضل انفيعات (29 عاما) من سكان يعبد قضاء جنين، اعتقل عام 2006 وأفرج عنه عام 2015، وأعيد اعتقاله عام 2016 ثم عام 2020، بتهمة الانتماء لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد قوات الاحتلال.
والأسير الخامس هو محمد العارضة (43 عاما) وولد في بلدة عرابة قضاء مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، وهو محكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات إضافة إلى 20 عاما.
وآخر هؤلاء الأسرى هو زكريا الزبيدي (49 عاما) من مدينة جنين، وهو قائد عسكري فلسطيني سابق، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، يعتبر من رموز الانتفاضة الفلسطينية الثانية، شَغِل رتبة رئيس كتائب شهداء الأقصى في جنين.
وشارك في عدة عمليات ضد القوات الإسرائيلية واستشهدت أمه وشقيقه خلال الاقتحام الكبير لمخيم جنين في العام 2002.
ثائر حماد
ولد في بلدة سلواد، وقام في 3 آذار/ مارس 2002 بقتل 11 من جنود ومستوطني دولة الاحتلال وإصابة 9 قنصا ببندقية من نوع "إم 1-M1" أمريكية الصنع تعود للحرب العالمية الأولى بذخيرة 70 رصاصة لم يطلق منها سوى 25 رصاصة ثم انفجرت بندقيته القديمة بعد ذلك.
وأطلق على هذه العملية الشهيرة اسم عملية "عيون الحرامية"، وذلك على طريق بين مدينتي رام الله ونابلس، بسببها حكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة، بعد القبض عليه بعد العملية بعامين، ويلقب بقناص عيون الحرامية.
أحمد المغربي
أحد أبرز أسرى حركة حماس في سجون الاحتلال، واعتقل في 27 أيار/ مايو 2002، محكوم عليه بالسجن المؤبد 18 مرة بتهمه الاشتراك في تنفيذ عمليات أوقعت قتلى إسرائيليين.
ويذكر أن الأسير المغربي (48 عاما) -وهو من بيت لحم، متزوج ولديه ثلاثة من الأبناء، وقد رزق بطفلتيه نور وسندس عبر النطف المهربة، نهاية عام 2013.
وائل قاسم
ينحدر من بلدة سلوان في القدس، واعتقل في 18 آب/ أغسطس 2002، ومحكوم عليه بالسجن 35 مؤبدا و50 عاما بتهمة الانتماء إلى حركة حماس والعمل مع خلية مسلحة تابعة لجناحها العسكري.
ويصنف قاسم (54 عاما) وهو ينتمي لحركة حماس أنه من بين أعضاء واحدة من أشد الخلايا العسكرية فتكا بالقوات الإسرائيلية في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.
عمار الزبن
أحد قادة كتائب القسام وحكم بالسجن المؤبد 27 مرة بالإضافة إلى 25 سنة، بعد أن وجهت له عدة تهم تتعلق بنشاطه في صفوف المقاومة ومسؤوليته عن عدة عمليات قتل فيها 27 إسرائيليا.
والأسير الزبن (49 عاما) من رأس العين قضاء مدينة نابلس، ومعتقل منذ 11 كانون الثاني/ يناير 1998.