7.79°القدس
7.55°رام الله
6.64°الخليل
13.08°غزة
7.79° القدس
رام الله7.55°
الخليل6.64°
غزة13.08°
الخميس 13 فبراير 2025
4.47جنيه إسترليني
5.06دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.73يورو
3.59دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.47
دينار أردني5.06
جنيه مصري0.07
يورو3.73
دولار أمريكي3.59
د. فايز أبو شمالة

د. فايز أبو شمالة

حركة فتح ومسؤوليَّاتها الوطنيَّة والمصيريَّة

لا مجال للمناورة، ولا فائض وقت للتردد والمشاورة، فعنق الشعب الفلسطيني كله على المقصلة، والسياف الإسرائيلي جاهز لجز الأعناق في غزة والضفة الغربية معاً، وقذف الجثة في صحراء الأردن أو صحراء سيناء، دون خشية غضب دولي، ودون خوف من فزعة عربية، أو نخوة إسلامية، ولم يبق بعد أن تفرقت أيدي سبأ خلف مصالحهم ومشاغلهم، لم يبق إلا أظافر وحدة الصف الفلسطيني لتحك جلد القضية.

وحدة الصف الفلسطيني مسؤولية الشرفاء من حركة فتح قبل الجميع، أولئك الذين يستشعرون المسؤولية، ويدركون الخطر الداهم بوعيهم الإنساني والوطني، ويعرفون أن مواصلة الفرقة، والقسمة، وتحميل المسؤوليات الزائفة لهذا الطرف أو ذاك، لن ينقذ القضية الفلسطينية من مستنقع الانقسام، ولن يبعد عنق القضية عن المقصلة الإسرائيلية، وأنتم ترون الأطماع الصهيونية تنصبّ على أرض الضفة الغربية أكثر من غزة، وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي ترامب، الذي سيصدر قراراته بشأن مصير الضفة الغربية في غضون شهر من تاريخ لقائه مع نتانياهو.

شباب حركة فتح هم القادرون على تصويب المسار، والتحرك في كل مسار يظن البعض أنه مغلق، شباب حركة فتح الشرفاء هم القدوة والقدرة والقوة والوطن الذي ينتظر أبناءه، ليغسلوا وسخ المرحلة، ويطهروا درب الثورة من الرجس السياسي الذي غرقت به القضية الفلسطينية عدة عقود، وتلوثت بجراثيمه نفوس الأجيال.

شباب حركة فتح الذين أمنوا بخط أبو جهاد ورائد الكرمي وصلاح خلف ومروان البرغوثي وأبوعلي إياد، وثابت ثابت، أمامهم فرصة تاريخية لوضع يدهم في يد إخوة لهم من كل التنظيمات الفلسطينية دون استثناء، ومن كل القوى السياسية والوطنية المتواجدة في الميدان، والتوصل إلى قيادة وطنية موحدة، تتآلف على برنامجها السياسي كل الأحزاب والقوى والتنظيمات، وتشارك فيها كل فئات الشعب الفلسطيني، قيادة وطنية موحدة، تعلن عن نفسها، قائدة لمرحلة انتقالية، تهدف إلى توحيد كل الطاقات الفلسطينية، والعبور بكل الكفاءات الوطنية بحر العقبات الحزبية، ومستنقع الفئوية التنظيمية، والهدف هو مواجهة المخططات الإسرائيلية.

يا شباب حركة فتح، لم يعد في ربوع السياسة الفلسطينية مكاسب مالية ووظيفية وإدارية واقتصادية ونفعية، ولم يعد في ركوب موجة السلطة مغنم، لقد عبر الوقت، ونفذ سهم الغدر في جسد القضية الفلسطينية، وواجبكم في هذه المرحلة محاصرة سموم العجز التي تسللت إلى بعض العقول، واجبكم قيادة المرحلة، والانتقال من حالة التردد إلى حالة الحسم، وذلك باتخاذ قرار المواجهة والتصعيد، وتذكروا أن الخاسر الأكبر هو ذاك الذي يراهن على منفعة شخصية، أو مكسب تنظيمي، وتذكروا نكبة 1948، عندما ضاعت فلسطين،  ضاعت معها كل الاستثمارات والمكتسبات والرتب والامتيازات والمنافع التي كانت سبباً في انقسام الصف وضياع فلسطين.

الشعب الفلسطيني بكل تنظيماته وأطيافه يخوض حرب وجود، فإما أن يكون نداً، وإما أن يختفي عن المشهد، ويتبعثر في أصقاع الأرض بلا حقوق سياسية، وبلا حقوق إنسانية، وهذا الذي يفرض على كل العقلاء والمخلصين والوطنيين أن يجتمعوا على كلمة حق، وأن يخوضوا معركة التحرير برجولة وشهامة، وتذكروا دائماً أن المواجهة التي تفرون منها ستلاقيكم، وتذكروا أن الانقسام والبغضاء ينتهيان مع تلك اللحظة التي تغطي فيها ذرات البارود لحى الرجال، في تلك اللحظة التي يختلط فيها دم الوحدة الوطنية بتراب فلسطين، في تلك اللحظات المصيرية من المواجهة تموت الأحقاد، وتذوب الخلافات، ويتعزز الوجود، لترتفع راية الوطن تخفق بالحرية وكسر القيود.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن