قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، د. منير البرش، إن القطاع "يلفظ أنفاسه الأخيرة"، محذرًا من تدهور كارثي في الأوضاع الصحية والإنسانية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي واستخدام أسلحة جديدة تؤدي إلى إصابات غريبة ومشوّهة وحروق بالغة.
وفي حديثه للجزيرة، أشار البرش إلى أن المنظومة الصحية في غزة باتت عاجزة، في ظل نقص حاد في المعقمات والمضادات الحيوية والأدوية الأساسية، مما يُبقي الجروح مفتوحة ويصعب التعامل معها طبّيًا.
وأضاف أن استهداف الاحتلال لمراكز الإيواء وارتكابه مجازر بحق النازحين، يعكس فشل المجتمع الدولي في لجم العدوان، ويفضح عجز المؤسسات الدولية التي "فقدت دورها تمامًا"، وفق تعبيره.
واتهم البرش منظمة "يونيسيف" بالتقاعس، قائلاً إنها "تركت 15 ألف طفل يموتون في غزة، وتخلت عن أكثر من 50 ألف امرأة حامل"، الأمر الذي أدى إلى تراجع حاد في عدد المواليد.
كما ندد بسياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال، موضحًا أن القطاع لم يتلقَّ أي إمدادات غذائية أو طبية منذ أكثر من 34 يومًا، في ظل منع دخول الوفود الطبية أيضًا.
وأكد البرش أن المستشفيات تعاني من اكتظاظ شديد بعد تدمير البنية الصحية، مشيرًا إلى أن أكثر من 400 طبيب غادروا المنظومة الصحية، بينهم 200 من أصحاب التخصصات النادرة، إما بسبب القتل أو الاعتقال أو مغادرة القطاع القسريّة.
وفي سياق متصل، ارتكبت قوات الاحتلال صباح الخميس مجزرة جديدة باستهداف مدرسة "دار الأرقم" بحي التفاح شرقي غزة، والتي كانت تؤوي نازحين، مما أدى إلى استشهاد 31 فلسطينياً على الأقل وإصابة نحو 100 آخرين، بحسب مكتب الإعلام الحكومي.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، الرائد محمود بصل، إن العشرات ما زالوا تحت الأنقاض، وإن فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إليهم بسبب نقص المعدات. ووصف المشهد بأنه "مجزرة مروعة"، مؤكدًا أن المكان امتلأ بأشلاء الأطفال، وأن ما يحدث في غزة "جنون مطلق".
