انتفضت منصات التواصل الاجتماعي وحشد الناشطون والمغردون أنفسهم ورتبوا صفوفهم لانجاح الإضراب المرتقب اليوم الاثنين تضامنا ودعم لقطاع غزة في وجه حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المغردون أن غزة تستحق أكثر من هذا بكثير، لكن الإضراب خطوة لتحريك الشارع الفلسطيني والعربي والعالمي نصرة للمكلومين في القطاع، مشددين على أهمية إنجاح الفعالية في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل.
يقول المختص بالشؤون الإسرائيلية عصمت منصور إن التحاق الفصائل بالإضراب، يعكس تماماً مكانتها، فهي "فاقدة للمبادرة، والرؤية، والحضور... تلاحق الاحداث وتزج باسمها فيها للإبقاء على نوع من الذكر دون اي فاعلية".
ولفت منصور إلى أن غياب الخطاب السياسي والجرأة في الطرح والفاعلية على الأرض خلق هذه الفجوة التي تتسع باستمرار، بينها وبين الأحداث، والتأثير في مصير الحرب التي باتت تتدحرج مثل كرة هائلة تدمر كل ما هو أمامها.
وشدد على أن تجربة هذا الاضراب تثبت شيء واحد: عندما تكون هناك مبادرة وموجة، فإنها تفرض نفسها، معربا عن امله أن تكون بداية استعادة الشارع للمبادرة وفرض نفسه على بلادة السياسيين.
من جهته، قال الناشط محمد جرار إن الضفة فقط من تملك مفاتيح ايقاف الحرب على غزة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بإحداث شلل في المصالح الاستراتيجية، البنوك، الضريبة، الوظيفة العمومية، الطرقات...
وعاب على المسؤولين صمتهم الذي وصفه بأنه استراتيجي مصلحي مرتبط ببقائهم في السلطة، وكل الانتقادات كانت مقبولة إلا الحديث عن العصيان المدني.
بدوره، نشر الاعلامي عبد الباسط خلف من جنين على صفحته نصائح تتعلق بيوم الاضراب، قائلا: "14 شيئًا لا تفعلها غدًا وكل يوم، وهي:
- لا تعتبر الإضراب يوم نقاهة وفرصة للاسترخاء.
- لا تستثمر نهار الإثنين وليله في وضع أجندة للترفيه.
- لا تناقش جدوى الخطوة.
- أجل نشر التهاني بيوم ميلادك وذكرى زفافك وضحكات أطفالك وأطباق موائدك.
- لا تنشر بطاقة فرحك.
- اخجل من ربطة عنقك.
- لا تعبر عن شعورك بالفرح في الفضاء العام.
- لا تجادل ولا تشتم ولا تكفر ولا تخون من يخالفك الرأي، أو من قرر أن يمشي على أربع.
- قل خيرًا أو أبحث عن حذاء عتيق لإسكات ثرثرتك.
- عد إلى الأرض ونظفها من أشواكها وأعشابها الضارة.
-زر مريضًا أو مصابًا أو مكلومًا.
-انثر الأمل وساعد من يحتاج لعون ولو بكلمة.
-لا تستمع إلى محللي السياسة الذين يستمتعون بإحراق اللحم الحيّ، ويتفنون في التهريج.
- لا تنافق.
أما صفاء عموسي، فطلبت من الأهالي أن يشرحوا أبنائهم عن الاضراب وجدواه، وقالت: "فهموا أولادكم ليش صار الاضراب وشو الغاية منه.. ما تخلوهم بس فرحانين لانهم عطلوا يوم من المدرسة".
وتابعت "علموهم يحسوا بأهل غزة وشو قاعد بصير فيهم وعلموهم واجباتهم تجاه اهل غزة والمستضعفين في الارض ... علموهم ان الاضراب ما صار عشان نقعد بالدور طول النهار نايمين...
علموهم انه في 17 الف طالب مدرسة استشهدوا بمجازر ارتكبها الاحتلال بحق اهل غزة وان عدد الشهداء تجاوز 50 الف شهيد واكثر من ١٥٠ الف جريح".
علموهم يدعولهم وعلموهم تضل قلوبهم معهم عشان الأجيال ما تنسى ولا تتهاون مع الظلم
وأهم اشي علموهم ان الاضراب اضعف الايمان لنصرتهم وأقل واجب تجاه اهلنا المظلومين والمكلومين في غزة 💔
علموا اولادكم انه اللي بصير بجنين وطولكرم صورة مصغرّة للي بصير بغزة وبتتوسع وان كل مخططاتهم تجاه شعبنا الفلسطيني غايته وحدة "التهجير القسري"
علموا أولادكم يتناقلوا الحب والاحترام واليد الواحدة بالمواقف في جيلهم الحالي وجيل اولادهم بالمستقبل وان فكرة حب فلسطين دايمة جواتنا طول ما فينا روح ونفس".
من زاويته يرى الناشط جاد القدومي أن النقطة المهمة بالإضراب بعيدا عن مدى أثره المادي الذي من الممكن ان تختلف الناس فيه، هي إعادة بناء قناعة خاصة بالضفة إنهم ما زالوا قادرين يتحركوا بشكل جماعي ومشهد الالتزام بالإضراب رح يرفع روحهم المعنوية وبالتالي إعادة بناء القناعات الثورية السابقة عند الناس إن من استطاع التحرك بهذه الطريقة يستطيع فعل أمور أخرى.