23.33°القدس
23.1°رام الله
22.19°الخليل
25.58°غزة
23.33° القدس
رام الله23.1°
الخليل22.19°
غزة25.58°
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.76

خبر: كيف سيسير مشعل في "حقول الألغام" القادمة؟

مع تجديد انتخابه لدورة قيادية تستغرق 4 سنوات، يتم خالد مشعل 17 عاماً في قيادته لحركة حماس، التي ترأسها عملياً منذ عام 1996، وقد يكون الأكثر علماً ومعرفة بمدى التغيرات التي طرأت على حركته، حين قادها للمرة الأولى قبل أن يتم 40 عاماً من عمره، وكان حينها شاباً مغموراً لمعظم صناع القرار في المنطقة، وغالبية كوادر الحركة، فيما هو اليوم يجتاز 55 عاماً، ساعياً لأن يصل لمكانة الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، ويتلقى اتصالات ويجري مقابلات مع صناع القرار المحلي والإقليمي والدولي. كان لابد من هذه المقدمة البانورامية لإعطاء أجندة متوقعة لـ"أبو الوليد"، كما يحب أن ينادى، في ولايته القيادية الجديدة، وأمامه جملة من التحديات والصعوبات الداخلية والخارجية. • المصالحة المؤجلة في حين أن التجديد لخالد مشعل يعتبر أمراً حمساوياً صرفاً، وشأناً داخلياً يخص الحركة وحدها، فقد تفاجأ الكثيرون من بطاقات التهاني والتبريكات التي وصلت إلى الرجل، ولئن كان ذلك مفهوماً من أوساط حماس، وبعض الحركات الإسلامية الشقيقة لها من فروع الإخوان المسلمين في الدول العربية، لكن وصول رسائل التهنئة من خصوم الحركة ومنافسيها على الساحة الفلسطينية كان المفاجأة. فقد سارعت حركة فتح التي يترأسها محمود عباس لتهنئة مشعل، واعتبرت مع باقي التنظيمات الفلسطينية أن التجديد له سيمنح المصالحة "أنبوب أوكسجين" بحاجة له أكثر من أي وقت مضى، والكل يذكر كيف أن مشعل وقع مع عباس اتفاقي الدوحة والقاهرة، وهو ما لاقى معارضة شديدة من بعض أوساط حماس. هذه المرة يقود مشعل الحركة، وهو يعلم أن كثيراً من التعويل الفلسطيني والعربي عليه بأن يمضي بحماس نحو المصالحة مع فتح، والرجل لا يخفي رغبته بإنجازها حتى لو تطلب ذلك تقديم الحركة لتنازلات ميدانية لعباس! مشعل وهو يرى ويسمع من قادة الدول التي يزورها في مصر وتركيا وقطر والأردن والسعودية مطالباتهم الحثيثة بإنهاء صفحة الانقسام الفلسطيني، يشعر بحرج شديد حين يقابلهم وهو لم ينجز هذا الملف. يبدو مهماً الإشارة لتقسيمات اتخاذ القرار داخل حماس: الضفة الغربية، قطاع غزة، إقليم الخارج، السجون الإسرائيلية، ومشعل ذو الأصول الجغرافية من رام الله يحظى بثقة قيادة الضفة، التي تعاني من ملاحقة مزدوجة: السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، وتترقب إنجاز المصالحة لأخذ قسط من الراحة من المعاناة الأمنية. ولئن أدرك الرجل هذه المعاناة، لكن ليس هناك من قناعة تسود جميع الأوساط بأن المصالحة قد تعيد الروح إلى "التنظيم المنهك المستنزف"! ولذلك فقد بات يردد في الآونة الأخيرة عبارات "المصالحة والشراكة والاعتراف بالآخر" لتشكل عناوين التغيير في قيادته الجديدة. • عقلنة حماس مرور 26 عاماً على تأسيس حركة حماس كفيلة بإحداث نقلة فكرية سياسية في أجندتها المستقبلية، وهو ما دفع بصناع قرار في المنطقة لبذل مساعٍ عند مشعل للتراجع عن توجهه بالتنحي عن قيادة الحركة، ولئن كانت الأسماء السابقة ليست مرتبطة بـ"قصة حب" مع مشعل، لكنهم لا يخفون حالة "الأريحية" التي يشعرون بها في لقائهم به، ويعتقدون أنه الكفيل بنقل حماس من مربع العمل العسكري والمقاومة المسلحة إلى دائرة الفعل السياسي والمقاومة الشعبية، وربما الاندماج في العملية السياسية، على الأقل بصورة غير مباشرة. ومع ذلك، فإن مشعل الذي لن يقدم تنازلات مجانية لتلك الأطراف، لكنه يملك نظرة ثاقبة وبعد نظر عبر تجوله في العالم شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، سفراً واستقبالاً، وبات يعلم كيف تدار السياسة الدولية، والصفقات الدبلوماسية، والمساومات البراغماتية، مما يجعله مطمئناً مع فريقه القيادي الجديد لإمكانية الانتقال بحماس من حركة "إرهابية" بنظر المجتمع الدولي وقائمة الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأمريكية إلى قوة سياسية مشروعة. علماً بأن الوصول بحماس لمرحلة متقدمة من النضوج الفكري والتأهيل السياسي كما يأمل مشعل، قد لا يروق لـ"حلفاء الأمس"، وتحديداً إيران، التي بذلت جهوداً مضنية لإبقاء خيوط التواصل مع الحركة رغم إرادة قائدها الأعلى، الذي أعاد خارطة تحالفاته في المنطقة، وجعل طهران خلف ظهره، رغم أن الابتعاد عنها يعتبره البعض وصفة سحرية لتراجع الحركة مالياً وعسكرياً، مما يحتم على مشعل البحث عن موارد جديدة في الجانبين. أخيراً...من تسنح له فرصة الحديث مع مشعل هذه الأيام يشعر يقيناً كم أن أعباءه ثقيلة، ومهامه التنظيمية والسياسية تفوق قدرات قائد واحد مهما أوتي من إمكانيات ومواهب، مما يجعلنا نتريث في توقع "معجزة" بفضل رغباته وتطلعاته، لأن المسألة تتجاوز كثيراً "كبسة زر"!.