قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، إن مخازن المواد الغذائية التابعة للوكالة أصبحت فارغة، المواد تنفد بسرعة كبيرة، ونحن على أعتاب مجاعة حقيقية سوف تطال 2.3 مليون فلسطيني من مختلف مناطق قطاع غزة.
وأضاف في تصريحات صحفية، هناك انهيار في المنظومة الصحية، وعدم وجود مياه صالحة للشرب في معظم مناطق القطاع، إضافة إلى انتشار الأمراض، الكبد الوبائي، الأمراض الجلدية، والأمراض المعوية والصدرية، وهناك العديد ممن يموتون على الهامش، ليس بسبب القصف، بل هم أصحاب الأمراض المزمنة، مرضى السرطان، الفشل الكلوي، مرضى الضغط والسكر، والجلطات.
وتابع: "نتحدث عن صورة مأساوية، هناك الآلاف من الجائعين في مختلف مناطق قطاع غزة، حتى ما تبقى من مواد أدخلها القطاع التجاري في فترة وقف إطلاق النار، يتم بيعها بأسعار فلكية، ليس لمعظم سكان قطاع غزة القدرة على شرائها، نتحدث عن منظومة صرف صحي، ومنظومة مياه مدمرة، كهرباء غير موجودة، نحن نعيش أيام سوداوية، قد تكون هي الأصعب منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن".
وأكد أن هناك الكثير من المخاطر التي تحيط بالسكان الفلسطينيين في القطاع، هناك مئات الآلاف من المواطنين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، يضاف إلى ذلك، أن من بين كل 10 فلسطينيين في غزة هناك 9 يعانون من سوء التغذية، والآلاف يعانون من فقر الدم، وهذه الصورة تنعكس بشكل حقيقي نتيجة هذه الأوضاع الخطيرة وغير المسبوقة".
ويرى أبو حسنة، أنه لا بديل على الإطلاق أمام الأونروا وغيرها من المنظمات سوى بفتح المعابر بصورة فورية وإدخال المواد الغذائية والطبية، حيث لا يمكن الاستمرار بهذا المنع والحبس عن إدخال المساعدات منذ 2 مارس الماضي وإلى الآن.
وشدد على أن الأوضاع سوف تشهد تطورا دراماتيكيًا خطيرًا، مؤكدًا في الوقت نفسه وجود حراك إعلامي وسياسي كبير للضغط على إسرائيل لفتح المعابر، معربا عن أمله في أن ينجح هذا الضغط، لإنقاذ سكان القطاع من الموت.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن سياسة "إسرائيل" واضحة بعدم إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدا أن ذلك يأتي للضغط على حركة حماس.
وحذر كاتس، في تصريحات له، من أن العملية العسكرية لـ"إسرائيل" ستتوسع في قطاع غزة وستنتقل إلى مراحل أخرى، إذا استمرت "حماس" في تعنتها ورفضها اتفاقية تبادل المحتجزين.
واستأنفت "إسرائيل" القصف المدمر على قطاع غزة، يوم 18 مارس/ آذار الماضي، أعقبه توغل بري جديد، بعد توقف لنحو شهرين، وتحديدًا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال إلى المرحلة الثانية منه.
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه أصدر تعليماته للجيش باتخاذ "إجراء قوي" ضد حركة حماس، "ردًا على رفض إطلاق سراح الرهائن ورفض جميع مقترحات وقف إطلاق النار".
وفي وقت لاحق، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، مشيرًا إلى خطط للسيطرة على مساحات شاسعة من القطاع وضمّها إلى ما وصفها بـ"منطقة التأمين الدفاعية" جنوب قطاع غزة.