قالت صحيفة "هآرتس" إن أكثر من شهر مضى على مقتل 15 مسعفًا وموظف إغاثة على يد جنود من وحدة غولاني الإسرائيلية على طريق تل السلطان جنوبي غزة.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن الجيش الإسرائيلي قام بعد الحادث بدفن الجثث والمركبات في الرمل ومنع الأمم المتحدة وطواقم الإغاثة من الوصول إلى المكان لأكثر من خمسة أيام.
وأوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي سعى في البداية إلى تبرير الهجوم بكذب حول ملابسات الحادث، حيث زعم أن المركبات لم تكن تحمل أضواء طوارئ، وعندما انتشر الشريط الذي صور أحد القتلى، تراجع الجيش وادعى أنه كان سوء فهم.
وأضافت الصحيفة أن الجيش ادعى لاحقًا أن المركبة الأولى التي أصيبت لم تكن سيارة إسعاف بل مركبة شرطة حماس، إلا أن هذه الادعاءات تم دحضها.
وأوضحت الصحيفة، أن أسعد النصاصرة، أحد الناجين من القافلة، يُحتجز حاليًا لدى الجيش الإسرائيلي، حيث يرفض الجيش الإفصاح عن مكانه ويمنعه من لقاء محاميه.
وأكدت أن عائلة النصاصرة تقدمت مؤخراً بالتماس إلى محكمة العدل العليا عبر مركز "هموكيد"، مطالبةً بإطلاق سراحه.
وأشارت الصحيفة إلى، أن الاعتقال المستمر للنصاصرة قد يكون نتيجة كونه الشاهد الوحيد على جريمة قتل المسعفين، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع الجيش الإسرائيلي في الاحتفاظ به.
وأضافت الصحيفة أنه من المهم أن تقوم محكمة العدل العليا بمراجعة قضية النصاصرة، كما يجب على السلطات الإسرائيلية فتح تحقيق جنائي في الحادثة، حيث أن ما حدث يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية الدولية.
وقبل أسابيع، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الكشف عن مصير أحد المسعفين المفقود، في جريمة استهداف طواقم الإنقاذ التي ارتكبها الاحتلال في حي تل السطان برفح، شهر مارس/ آذار الماضي.
وقال الهلال الأحمر، في بيان مقتضب، إنه أبلغ من الصليب الأحمر أن المسعف أسعد النصاصرة معتقل لدى الاحتلال بعد أن كان مصيره مجهولًا عقب استهدافه برفقة مسعفي الجمعية في رفح.
وفي صباح الـ 23 من مارس الماضي، انطلق فريق من الدفاع المدني برفقة طاقم إسعاف تابع للهلال الأحمر الفلسطيني عند الساعة 5:20 فجرًا، متوجهين إلى منطقة تل السلطان استجابةً لنداءات استغاثة من المدنيين المحاصرين تحت وابل من القصف الإسرائيلي العشوائي.
وفي اليوم نفسه، فقدت وحدة الحماية المدنية في غزة الاتصال بفرقها التي خرجت لإنقاذ طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انتشال 14 جثمانا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح قبل نحو أسبوع، بينهم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
جاء ذلك بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي ما يرفع عدد شهداء المجزرة إلى 15.