شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، عشرات الغارات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه منع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ بداية مارس/آذار الماضي، ما يفاقم مشهد المجاعة التي تهدد سكان القطاع بشكل متزايد.
ومنذ فجر اليوم، ارتقى ما لا يقل عن تسعة شهداء في غارات إسرائيلية متفرقة على مناطق القطاع.
فقد استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف جوي قرب دوار السلاطين في بيت لاهيا شمال غزة، فيما ارتقى الشابان محمد صلاح العرعير وباسل البطريخي متأثرين بجراح أُصيبا بها في قصف سابق استهدف منطقتي الصحابة واليرموك، وقد أُعلن عن وفاتهما صباح اليوم في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة.
كما استشهد شاب في منطقة الشعف بحي التفاح شرقي مدينة غزة، جراء استهدافه بطائرة مسيّرة للاحتلال، فيما ارتقى الشاب طارق علي محمد المغربي متأثراً بإصابته في قصف سابق على منطقة المواصي غرب خان يونس.
وفي بلدة الفخاري شرقي خان يونس، استشهد الطفل معاذ عبد الرحمن سليمان العمور (9 أعوام) متأثراً بجروح أُصيب بها قبل أيام في قصف استهدف منزلاً، كما ارتقى المواطن بشير محمد عطوة العمور (45 عامًا) في قصف من مسيرة إسرائيلية صباح اليوم على حي العمور في البلدة نفسها.
وشنّت مدفعية الاحتلال المتمركزة شرقي غزة قصفًا عنيفًا على المناطق الشمالية والشرقية من المدينة، في حين أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذائفها صوب بحر منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة.
وفي تطور خطير، نسف جيش الاحتلال مبانٍ سكنية شمال القطاع، بينما ارتقى شهيدان وأُصيب آخرون في قصف استهدف منزلًا لعائلة حمدان قرب مدرسة السوارحة شمالي بلدة الزوايدة وسط القطاع، والشهيدان هما إيهاب حمدان "أبو محمد" ونظيرة اللوقة حمدان "أم محمد".
كما طال القصف المدفعي المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط القطاع، وأدى قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس إلى استشهاد الطفلة عائشة همام أبو نار، وإصابة آخرين.
وفي ساعة متأخرة من الليل، أُصيب مواطن بجراح في قصف استهدف شقة سكنية بمخيم خان يونس جنوب القطاع.
تأتي هذه الجرائم في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وبلوغ المجاعة مراحل كارثية، وسط استمرار الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات الغذائية والإنسانية، ما ينذر بكارثة غير مسبوقة في القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا.