تكرارا لحالات اعتداء خارجة عن العادات والتقاليد التعليمية والمجتمعية من قبل معلمين على تلاميذهم، أجبر معلم في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، طفلا في التاسعة من عمره على مسح معادلة كتبها على المقعد الخشبي الذي يجلس عليه بلسانه، وهو ما وصف بـ"عملية تنكيل مهينة". وحينما رفض الطفل ذلك، قام المعلم بذلك عنوة ومسح الدرج برأس ووجه الطفل الذي ما زال وعائلته يعيشون تحت وقع صدمة ما جرى، أما وزارة التربية فقد اكتفت بنقل المعلم إلى مدرسة أخرى قريبة. ويستعيد الطفل صوافطة تفاصيل الحادثة قائلا "خلال حصة الرياضيات، طلب منا الأستاذ حل معادلة حسابية، ودون تخطيط كتبتها على سطح الدرج، وبدأت بحلها لنقلها على دفتري لاحقا". ويضيف "فجأة، اقترب مني الأستاذ بسرعة غريبة، ووقف فوق راسي وأخذ يصرخ طالبا مني مسح ما كتبته بلساني". وأثار تصرف المعلم حالة من الصمت والذهول في غرفة الصف، ولم يستوعب الطالب صوافطة مباشرة قرار معلمه، فنظر إليه باستغراب وقبل أن يتفوه بكلمة، اعاد المعلم تكرار طلبه "بسرعة امسح الحبر عن الدرج بلسانك فورا" موضحاً انه (الطفل صوافطة) لم يتوقع ان معلمه كان يعني ما يقول، واعتقد ان ذلك مجرد تهديد لعقابه او منعه من الكتابة مجددا على مقعده. ويتابع "رغم الخوف والتوتر الذي عشته حتى بكيت، فوجئت وباقي الطلبة بقيام المعلم بإمساك رأسي ومسح الدرج كاملا به دون توقف، رغم ألمي وأنيني". ورغم هول المشهد، لم يكترث المعلم بالطفل وحالته، التي ازدادت سوءا، لا سيما وان بعض زملائه بدأوا يضحكون، حيث لزم الصمت حتى انتهاء يومه الدراسي الذي وصفه بأنه "الاسوأ في تاريخ حياته". عائلة الطفل قامت بتقديم شكوى للتربية والتعليم في طوباس، حيث قال المحامي يزن صوافطة عم الطفل عبد الناصر إن "ابن اخيه طالب مجتهد وذكي، ومؤدب، ومعروف بالتزامه بالدراسة، ولم يرتكب أي مخالفة منذ التحاقه بالمدرسة، والجميع يشهد له بذلك". وأضاف "شعرنا بصاعقة عندما روى لنا عبد الناصر تفاصيل ما ارتكبه معلمه بحقه، فما حدث خطير، واستغرب كيف يمارس داخل مدرسة وجدت من أجل التربية أولا!! لذا تقدمنا بشكوى". من جهته قال مدير التربية والتعليم في محافظة طوباس، محمد زكارنة، إنه جرى تشكيل لجنة تحقيق فور وصول الشكوى، ورغم انكار، ونفي المعلم وقوع الحادثة، وفي ضوء شهادات الطلاب، التي اكد بعضها وقوع الحادث، جرى اتخاذ اجراء قانوني بحق المعلم". وتابع "نقلنا المعلم فورا إلى مدرسة اخرى، خارج طوباس، حرصا من مديرية التربية والتعليم على ابناءنا الطلبة، وعدم السماح باستخدام أي وسيلة عنف، مهما كانت ولو لفظية".