يواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حصد المزيد من الشهداء والجرحى، مع استمرار الغارات الإسرائيلية والقصف المكثف على عدة مناطق في القطاع. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بوصول 51 شهيداً و104 إصابات إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم ثلاثة تم انتشالهم من تحت الأنقاض، بينما أشارت إلى أن أعداداً إضافية من الضحايا لا تزال عالقة تحت الركام وفي الطرقات بفعل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم نتيجة شدة القصف. ووفق الحصيلة الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، فقد ارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 55,959 شهيداً و131,242 إصابة، فيما بلغ عدد الشهداء منذ خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس/ آذار الماضي 5,647 شهيداً و19,201 إصابة.
في هذا السياق الميداني المتصاعد، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها تمكنت من قنص جندي إسرائيلي على جبل المنطار شرقي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما استهدفت قوات الاحتلال المتمركزة في الموقع نفسه بدفعتين من قذائف الهاون، في إشارة إلى استمرار المواجهات المباشرة رغم حجم الدمار الكبير في المناطق الشرقية للقطاع. من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي العثور على جثث ثلاثة محتجزين في غزة، هم عوفرا كيدار وجوناثان ساميرانو والرقيب أول شاي ليفنسون، خلال عملية مشتركة نفذتها قواته وجهاز الأمن العام "الشاباك".
في موازاة التصعيد العسكري المستمر، تتواصل الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة، وسط تحذيرات متزايدة من خطر المجاعة وانهيار الخدمات الأساسية. وأعلن المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، أن إعادة تشغيل المطبخ المركزي العالمي ستكون جزئية ومحدودة للغاية، حيث يتوقع توزيع نحو 10 آلاف وجبة يومياً فقط، مقارنة بالطاقة التشغيلية التي كان يوفرها قبل وقف إطلاق النار في يناير/ كانون الثاني الماضي. وفي السياق ذاته، كشف تقرير صادر عن مكتب الممثل الخاص لحقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي عن توثيق انتهاكات إسرائيلية جسيمة لحقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية، ضمن مراجعة جارية لاتفاق الشراكة الأوروبية مع تل أبيب، في خطوة تعكس تصاعد الضغوط السياسية والدبلوماسية على الاحتلال في المحافل الدولية.
