تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ630 على التوالي عدوانها الدموي على قطاع غزة، في حرب إبادة شاملة تستهدف السكان المدنيين من خلال القصف الجوي والمدفعي، وسط حصار خانق، وتجويع ممنهج، ونزوح قسري، بدعم سياسي وعسكري أمريكي، وتواطؤ دولي.
غارات ومجازر متواصلة
وشن الاحتلال منذ فجر اليوم عشرات الغارات الجوية، وارتكب مجازر جديدة بحق المدنيين، بالتزامن مع تفاقم المجاعة التي تطال أكثر من مليوني إنسان في ظل ظروف إنسانية كارثية.
وقالت مصادر طبية في غزة إن عددًا من الشهداء ارتقوا في قصف استهدف عدة مناطق في القطاع، بينهم الطبيب أيمن أبو طير وابنة أخيه أميرة، إثر استهداف خيمة للنازحين في منطقة المواصي شمال غرب خان يونس. كما أُصيب آخرون بجروح متفاوتة في القصف ذاته.
وفي جباليا شمال القطاع، فجّر جيش الاحتلال ثلاث روبوتات مفخخة في محيط شارع مسعود، فيما نفّذ عمليات نسف وتدمير لمبانٍ سكنية في شمال خان يونس جنوب القطاع.
قصف لمراكز توزيع المساعدات
ووصل مستشفى العودة في النصيرات شهيد و13 جريحاً، لترتفع حصيلة الإصابات إلى 43 بعد استهداف الاحتلال تجمعاً للمواطنين على شارع صلاح الدين، جنوب وادي غزة، أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية.
كما شنت طائرات الاحتلال غارتين على منازل في وسط مدينة خان يونس، وأخرى على جباليا، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف مناطق شرقي مدينة غزة.
حصيلة ثقيلة وأرقام صادمة
وبحسب معطيات وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن عن استشهاد 56,259 فلسطينيًا، وإصابة 132,458 آخرين، مع وجود أكثر من 11,000 مفقود، في حين يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.
منذ تنصّل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، ارتقى 5,936 شهيدًا وجُرح 20,417 آخرون.
وفي 27 مايو/أيار، حوّلت قوات الاحتلال مراكز توزيع المساعدات المحدودة إلى "مصائد موت"، ما أدى إلى سقوط 549 شهيداً و4,066 جريحاً، باستخدام ما يُسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" ذات الطابع الإسرائيلي-الأميركي، والتي تُواجه رفضًا أمميًا واسعًا، باعتبارها أداة لفرض معادلة القتل تحت غطاء العمل الإنساني.
استهداف ممنهج للطواقم والخدمات
من بين الشهداء، قُتل 1,580 من الطواقم الطبية، و115 من الدفاع المدني، و220 من طواقم الإغاثة، إضافة إلى 754 من عناصر الشرطة المكلفين بتأمين المساعدات الإنسانية.
وارتكبت قوات الاحتلال أكثر من 15 ألف مجزرة بحق 14 ألف عائلة، بينها 2,500 عائلة أُبيدت بالكامل من السجل المدني.
دمار هائل وخسائر فادحة
تشير الإحصاءات إلى تدمير أكثر من 88% من مباني قطاع غزة، مع خسائر مادية تتجاوز 62 مليار دولار، فيما تُسيطر قوات الاحتلال فعليًا على 77% من مساحة القطاع، عبر الاجتياح البري والقصف والتهجير القسري.
كما دمر الاحتلال 149 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية كلياً، و369 جزئياً، إضافة إلى 828 مسجداً كلياً و167 جزئياً، و19 مقبرة من أصل 60.
