شهد اجتماع الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي، الليلة الماضية، مواجهة حادة بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ورئيس أركان الاحتلال إيال زامير، على خلفية إدارة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بحسب أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأحد.
واتهم سموتريتش الجيش الإسرائيلي بـ"الفشل الكبير" في منع وصول المساعدات إلى حركة حماس، فيما رد عليه زامير بالقول: "كل ما لديك هو انتقادات، هذا يضعف جنود الاحتياط ويضر بروح المقاتلين. أنت ضد الجيش"، وفقًا لما أوردته هيئة البث العام الإسرائيلية.
وبحسب ذات المصدر، تصاعد التوتر عندما قال سموتريتش: "أعلم أنه سيُسرب كلامًا ضدي"، فرد زامير: "أنا لا أُسرّب شيئًا"، واقترح سموتريتش الخضوع لاختبار جهاز كشف الكذب (بوليغراف)، قائلاً: "دعونا نرَ من الذي يسرّب"
في وقت لاحق من صباح اليوم الأحد، أصدر بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل أيضًا منصب وزير في وزارة الأمن، بيانًا عبر حساباته الرسمية، اعتبر فيه أن "التسريبات المجتزأة والموجّهة من الكابينيت كانت ولا تزال أمرًا مرفوضًا يمسّ بأمن الدولة، ويجب وضع حد لها".
وأضاف: "الحقيقة يجب أن تُقال: إلى جانب الإنجازات الكبيرة في كل جبهات القتال، في ما يتعلق بإدارة الجهد الإنساني بشكل لا يسمح بوصوله إلى حماس، فإن رئيس الأركان لا يفي بمهمته، ويجبر القيادة السياسية على إدخال مساعدات تصل إلى حماس وتتحول إلى إمدادات لوجستية للعدو أثناء الحرب".
وتابع: "في ظل ذلك، صادق الكابينيت ورئيس الحكومة أمس، في قرار خاطئ، على إدخال مساعدات بهذه الطريقة التي تصل إلى حماس أيضًا". وقال "منذ اليوم الأول للحرب، كنتُ ثابتًا في هذا المطلب والنقد، ولن أتراجع أمام التسريبات ضدي أو محاولات إسكات هذه الانتقادات".
وأوضح أن "هذا النقد لا يوجَّه إلى الجيش الإسرائيلي، ولا إلى الجنود في الخدمة النظامية والاحتياط، ولا إلى معظم القادة، بل على العكس – إنه مطلب واضح يأتي من الجنود أنفسهم ومن عائلاتهم ومن كل ذي عقل، ويهدف إلى منع تعزيز العدو وتعريض حياة جنودنا للخطر".
عودة المساعدات إلى الآلية القديمة؟
وختم بالقول: "لا يمكن قبول القول إن الجيش الذي أظهر قدرات غير مسبوقة في إيران وضد حزب الله وفي سورية وفي الجهد العسكري في غزة، لا يستطيع أن يواجه تحدي توزيع المساعدات دون أن تصل إلى حماس وتُستخدم ضد جنودنا. القرار الذي اتُخذ أمس خلافًا لموقفنا بإدخال المساعدات بالآلية القديم والسيئة غير مقبول علينا، وسنبحث خطواتنا حياله".
وبحسب "كان 11"، فقد دار هذا الاشتباك الكلامي خلال مناقشة توجيه رئيس الحكومة للجيش بالبدء في إقامة ما يسمى بـ"مدن الخيام الإنسانية" في رفح، ضمن خطة لتهجير السكان من شمالي القطاع وحصرهم في جنوبه حيث سيتم توزيع المساعدات.
وعقب ذلك، صوّت أغلبية أعضاء الكابينيت لصالح إدخال المساعدات، رغم اعتراض بن غفير وسموتريتش، اللذين اعتبرا أن جزءًا كبيرًا منها يصل إلى حماس ويستخدمها في تعزيز قدراتها.
وفي تعقيب على ما جرى، قال رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، إن "رئيس الأركان، الجنرال إيال زامير، هو شخص نزيه وذو خبرة. محاولات بعض الوزراء تحميله مسؤولية فشل القيادة السياسية في إسقاط حكم حماس، هي دليل إضافي على حاجة إسرائيل لقيادة نزيهة تضع أمن الدولة فوق السياسة"، مضيفًا أن "في حكومة التوافق التي ستتشكل بعد الانتخابات، سيتم إقالة وزراء يهاجمون الجيش ولن يخضع رئيس الحكومة لهم".
