22.23°القدس
21.99°رام الله
21.08°الخليل
25.04°غزة
22.23° القدس
رام الله21.99°
الخليل21.08°
غزة25.04°
الأربعاء 09 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

بيت حانون تُرهق الاحتلال..

حيرة وسجالات في "إسرائيل" عقب مقتل 5 جنود في كمين شمال القطاع

غزة-فلسطين الآن

يثير مقتل 5 جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، معظمهم من كتيبة "نيتسح يهودا"، وإصابة 14 في كمين عبوات ناسفة وإطلاق نار في بيت حانون في قطاع غزة، الليلة الماضية (الاثنين- الثلاثاء)، حيرة كبيرة في دولة الاحتلال، لأنّه وقع في منطقة يسيطر عليها جيش الاحتلال، فضلاً عن سجالات ونقاشات وانتقادات، خاصّة بعد تكشُّف المزيد من التفاصيل حول ما حدث.

وذكرت التحقيقات الأولية لجيش الاحتلال أن الكمين وقع خلال عملية عسكرية مشتركة بين لواءين ينفذها الجيش في بيت حانون شمال قطاع غزة، والتي جرى احتلالها مراراً وتكراراً خلال حرب الإبادة، وعمل فيها الجيش مرات عدّة بقوات كبيرة.

وبدأ جيش الاحتلال، مساء السبت الماضي، هجوماً جديداً بمشاركة لواءين، هما اللواء الشمالي ولواء الاحتياط 646، بهدف "تطهير" المنطقة من المقاومين، بعد أن كانت بيت حانون محاصرة من كل الجهات. وجرى تنفيذ الكمين تقريباً عند الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي، أثناء عبور قوة من الكتيبة 97 (نيتسح يهودا)، لأحد المحاور مشياً على الأقدام كجزء من الهجوم. وفي غضون ذلك، جرى تفعيل عبوتين ناسفتين زرعتا في المكان، الواحدة تلو الأخرى، علماً أن جيش الاحتلال كان قد قصف المنطقة بهجمات جوية مكثفة في الأسابيع الأخيرة، ضمن عمليات تمهيد ناري، تحضيراً لهجوم القوات الراجلة.

ورغم ذلك، انفجرت العبوتان الناسفتان بدقة أثناء مرور القوة. وتُرجّح تحقيقات جيش الاحتلال الأولية أن آلية التفجير كانت عن بُعد ضمن كمين. وأثناء إجلاء الجنود المصابين من مكان الانفجار، فتح مقاومون النار من كمين على قوات الإنقاذ العسكرية. وأصيب مزيد من الجنود، ما جعل عملية الإخلاء معقّدة وطويلة، وجرى إرسال قوات إنقاذ إضافية إلى المكان لإجلاء جميع الجرحى.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن كمين إطلاق النار بعد تفجير عبوات ناسفة هو أسلوب تكرر استخدامه مرات عدّة في الأسابيع الأخيرة من المقاومة الفلسطينية، في عمليات قام فيها عناصر حماس بزرع عبوات ضدّ القوات الإسرائيلية. واستخدم المقاومون نفس التكتيك في حالات سابقة، في الآونة الأخيرة، أدى أحدها إلى مقتل جندي، فيما أسفرت عبوة ناسفة استهدفت ناقلة جند مصفحة عن مقتل 7 جنود في القوات الهندسية في خانيونس، جنوبي القطاع. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، أن الكمين وقع في المنطقة العازلة في بيت حانون، على بُعد نحو كيلومتر واحد فقط من السياج الحدودي، وحوالى 3 كيلومترات من مستوطنة "سديروت".

وأضافت أن هذه المنطقة في بيت حانون يسيطر عليها جيش الاحتلال على نحوٍ متواصل منذ حوالى عام ونصف العام، أي عملياً منذ بداية العملية البرية في القطاع، وحتى خلال فترات وقف إطلاق النار وصفقات تبادل المحتجزين والأسرى لم ينسحب الجيش منها. ولفتت إلى أن "هذا المعطى الجديد يثير التساؤل: كيف لا يمتلك الجيش الإسرائيلي قدرات جمع معلومات قوية في هذه المنطقة، بعدما نجحت خلية مسلحة في الوصول إلى المكان وزرع عبوات ناسفة، ضمّت 4 عبوات، وشملت آلية تفجير عن بُعد؟".

27 جندياً من أصل 38 قُتلوا بعبوات ناسفة

ولفتت إذاعة الجيش إلى أنه، بحسب جميع قادة الاحتلال الكبار في غزة، فإن العبوات الناسفة تُعدّ التهديد الأول والأخطر على قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع. وتظهر معطيات إسرائيلية نُشرت اليوم أن أكثر من 70% من القتلى في صفوف جيش الاحتلال خلال المناورة البرية في القطاع في الأشهر الأخيرة سقطوا نتيجة لانفجار عبوات ناسفة، إذ تسببت بمقتل 27 جندياً من أصل 38 منذ استئناف حرب الإبادة في القطاع في شهر مارس/ آذار الماضي. ويجري توظيف العبوات الناسفة أساساً من خلال نمطين مركزيين، وفقاً للإذاعة ذاتها، الأول هو كمائن عبوات مزروعة على المحاور والطرقات، والتي أودت بحياة 19 جندياً، والثاني هو مبانٍ مفخخة، والتي أسفرت عن مقتل 6 جنود.

ويلاحظ جيش الاحتلال في الأسابيع الأخيرة، بحسب ذات الإذاعة العبرية، "تزايداً في جرأة مقاتلي حماس، وعلى عكس الماضي لم يعودوا يفرّون أو يزرعون العبوات الناسفة مسبقاً ويفجّرونها عن بُعد، بل يخرجون من الأنفاق ومن تحت الأنقاض، ويقاتلون، ويتركون أيضاً كمائن ويُطلقون منها النار، رغم إدراكهم أن ذلك يزيد من خطر انكشافهم"، وأضافت أنه "في بعض الحوادث التي أودت بحياة جنود في غزة في الأسابيع الأخيرة تميّزت بمسلحين لا يفرّون من المكان بعد الهجوم، بل يبقون ويواصلون الاشتباك، حتى مع قوات الإنقاذ، في محاولة لتعظيم الإنجاز من وجهة نظرهم. ومن الواضح أن التصوير جزء لا يتجزأ من ذلك، وهو يُعتبر قطعاً جزءاً من النجاح المطلوب من المقاتلين: إنتاج تصوير عالي الجودة، أحياناً من زوايا متعدّدة، للحادثة، حتى تتمكن حركة حماس من نشره لأغراض دعائية".

بيت حانون تُرهق الاحتلال

وفي ملاحظة أخرى، ذكرت إذاعة الجيش أن بيت حانون، البلدة الغزية التي تبعد أقل من 3 كيلومترات عن سديروت، سيطر عليها الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً، إذ نُفذت فيها عشرات العمليات. وجرى احتلال بيت حانون عدداً لا يُحصى من المرات، في كل عملية نُفذت في العامين الأخيرين في شمال القطاع، إلّا أن أمرين حصلا في بيت حانون خلال هذين العامين، "في كل مرة انسحب الجيش الإسرائيلي من هناك، عاد المسلحون. وأيضاً، خلال العمليات والقتال في المنطقة، رصد الجيش أن حماس تعزّز وجودها هناك، على ما يبدو من خلال أنفاق تحت الأرض. وهكذا، رغم عمليات التطهير فوق سطح الأرض، كانت حماس تضخ المزيد من العناصر والوحدات من تحت الأرض. بهذه الطريقة، تمكّنت الحركة من الحفاظ على بيت حانون نقطة اشتباك نشطة ومتواصلة لفترة طويلة".

وأثار مقتل الجنود الخمسة وإصابة 14 آخرين، جراح اثنين منهما على الأقل خطيرة، انتقادات من جهات إسرائيلية عدّة، بينها من المعارضة والحكومة. ووجه رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا)، أفيغدور ليبرمان، انتقاداً للحكومة في أعقاب ذلك، زاعماً أن الحكومة "تموّل حماس من أموال الجمهور (الإسرائيلي) عبر شاحنات محمّلة بما يسمى مساعدات، وترسل أفضل أبنائنا للقتال ضد إرهابيين معزّزين ومجهزين"، على حد زعمه. وانضم إلى الانتقادات كلٌّ من وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي طالب بـ"وقف حماقة إدخال المساعدات إلى العدو الذي يقاتل ويقتل قواتنا"، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي أضاف: "يجب إعادة الوفد الذي خرج (أي إلى الدوحة) للتفاوض مع حماس".

المصدر: فلسطين الآن