26.1°القدس
25.73°رام الله
24.97°الخليل
26.81°غزة
26.1° القدس
رام الله25.73°
الخليل24.97°
غزة26.81°
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة في السياسة التركية

لا لبس في تأييد تركيا حكومة وشعباً في عهد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. ولا لبس أيضا في توجه تركيا أردوغان باتجاه الدول العربية، وتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية معها. ولا لبس في سياسة تركيا التي تستهدف توثيق العلاقة مع الدول العربية وغير العربية التي كانت يوما جزءا من الخلافة العثمانية قبل انهيارها، ولا لبس في أن تحالف تركيا مع الكيان الصهيوني في عهد الحكومات العسكرية التركية قد انتهى، وصار جزءا من الماضي. في ضوء هذا الإطار السياسي العام والواسع لتركيا في عهد أردوغان يأتي الدعم التركي للحقوق الفلسطينية عامة، والدعم التركي لرفع الحصار عن غزة على وجه الخصوص، فدعم غزة أثناء الحرب في 2009 وفي 2012م، ودعم الجهود المدنية والشعبية التركية لرفع الحصار عن غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في الدولة وعضوية المنظمة الدولية، هي مفردات إيجابية في إطار السياسة التركية الجديدة التي يقودها حزب العدالة، ورئيسه، ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو. تركيا التي هي جزء من منظومة حلف الأطلسي، هي تركيا التي تتوجه اليوم نحو الشرق العربي والشرق الإسلامي، ولم تعد تبالي بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أن وقفت فرنسا وغيرها ضد انضمامها، معتبرة تركيا دولة إسلامية آسيوية وليست أوروبية، وما خفي في محركات المواقف السياسية أدهى وأمر. في هذا الإطار الذي يحكي استقلال القرار التركي عن الضغوط الخارجية، وعن ضغوط تل أبيب تأتي زيارة (أردوغان) إلى غزة المحاصرة في نهاية شهر مايو أيار كما أكد ذلك أردوغان نفسه في تصريحاته لوسائل الإعلام. وهي زيارة تستهدف الشعب الفلسطيني عامة، وغزة المحاصرة خاصة، وتقول إن الاعتذار الصهيوني عن مهاجمة سفينة مرمرة لن يفضي إلى تطبيع علاقات ما لم يرفع الحصار عن غزة، لاسيما وأن ذوي الشهداء الأتراك والمصابين يرفضون قبول التعويضات بدون رفع حقيقي للحصار عن غزة، لأن سفينة مرمرة كانت تستهدف هذا الهدف على وجه التحديد، ومن أجله سال الدم التركي في المتوسط. غزة حكومة وشعباً وفصائل ستحتفي بالزائر الكبير، وستحظى زيارة أردوغان باستقبال رسمي وشعبي كبيرين، وسيكون للزيارة تداعيات إقليمية ودولية إيجابية على الشعب الفلسطيني، فهي بمثابة إعلان عملي عن كسر الحصار السياسي والدبلوماسي عن قطاع غزة، وهي بمثابة إعلان رفض للسياسة الأمريكية والصهيونية تجاه حركة حماس. لا مجال لعودة التحالف القديم لتركيا مع دولة الاحتلال، وهذا المستقبل تقر به القيادات العبرية التي ترى أن تركيا قد خرجت عن إطار السياسة الإسرائيلية التي فرضها العسكر على الشعب التركي رغم إرادته، ورغم ضميره ومشاعره. عهد العسكر انتهى، ولن يعود، رغم الاعتذار ورغم تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية لصالح تطبيع العلاقات مع (إسرائيل). مستقبل تركيا مرتبط تاريخيًّا وحضاريًّا بالشرق العربي، والمشرق الإسلامي، والتجربة التركية في إدارة السياسة الدولية تعد نموذجاً متقدماً بين تجارب الأحزاب الإسلامية التي تشارك في الحكم وفي السياسة.