تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي فرض إجراءات تنكيلية بحقّ الأسرى الأطفال (الأشبال)، لا تقل بمستواها عن الإجراءات الانتقامية التي فرضتها بحقّ الأسرى البالغين منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وأفادت مؤسسات الأسرى، اليوم الأربعاء، أن المعتقلين الأطفال محتجزين في زنازين مجردة من أي شيء، ومعزولون بشكل مضاعف، ومحرومون من زيارة عائلاتهم، وذلك في ضوء استمرار حرمان آلاف الأسرى من زيارة العائلة.
وأضافت المؤسسات أن إدارة سجن (مجدو)، تتعمد إحضار الأشبال الأسرى للزيارة وأيديهم وأقدامهم مقيدة، ومعصوبي الأعين ورؤوسهم مغطاة بأكياس سوداء، وبعد أن يُحْضَر إلى غرفة الزيارة، تُفَكّ العصبة عن عينيه، ويقيدون الأيدي بطريقة يصعب عليهم حمل الهاتف، مع بقاء القيود بالقدمين.
وأوضحت أنه وعلى الرغم من مطالبات الطواقم القانونية بضرورة فك القيود أثناء الزيارة، إلا أنّ إدارة السّجن ترفض تقديم ذلك.
ومن ضمن الإجراءات التي نقلتها محامية هيئة شؤون الأسرى عقب زيارتها للأشبال مؤخراً بأن غرف السجن تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.
وبيّنت المحامية أن هذه الغرف تنعدم داخلها النظافة وتنتشر الحشرات علاوةً على ذلك لا يتوفر بداخلها تهوية وإنارة مناسبة ويتعرض الأشبال المحتجزين بداخلها يومياً للإساءة اللفظية والضرب والعزل والتحرش الجنسي، والعقوبات الجماعية.
وكانت قد حذرت مؤسسات الأسرى من تصاعد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية بحق المعتقلين، مشيرة إلى أنها وثقت شهادات جديدة بناء على زيارات الطواقم القانونية لسجون الاحتلال، والتي جرت ما بين نهاية الشهر الماضي وبداية الشهر الجاري.
وأكدت المؤسسات أن "منظومة سجون الاحتلال تواصل ممارساتها الإجرامية بحق الأسرى والمعتقلين، إذ أظهرت الزيارات أن الغالبية العظمى ممن تمت مقابلتهم يعانون من مشاكل صحية، بعضها مزمن وخطير. وأفادت شهاداتهم باستمرار انتشار الأمراض، وعلى وجه الخصوص مرض الجرب، الذي أصيب به آلاف الأسرى والمعتقلين خلال الفترة الماضية وحتى اليوم، ما ينذر بكارثة صحية مستمرة ومتفاقمة".
وأعلن مكتب إعلام الأسرى أن أعداد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغت نحو 10,800 أسير حتى بداية شهر يوليو 2025، في أعلى حصيلة موثقة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
وأشار المكتب إلى أن هذا الرقم لا يشمل المعتقلين المحتجزين في المعسكرات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، خصوصًا من قطاع غزة، ما يعني أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى بكثير.
وبحسب الإحصائية، فإن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال بلغ حتى تاريخ اليوم 50 أسيرة، بينهن أسيرتان من قطاع غزة، فيما تجاوز عدد الأسرى الأطفال حاجز 450 طفلًا، في مؤشر خطير على استهداف الاحتلال لفئة القاصرين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وفيما يخص سياسة الاعتقال الإداري، فقد بلغ عدد المعتقلين الإداريين المحتجزين دون تهمة أو محاكمة – 3,629 معتقلًا، وهو الرقم الأعلى مقارنة ببقية التصنيفات.
أما عدد المعتقلين المصنّفين ضمن فئة "المقاتلين غير الشرعيين"، فبلغ 2,454 معتقلًا، في أعلى مستوى منذ بدء عدوان الاحتلال واسع النطاق على قطاع غزة في أكتوبر 2023.
ويشمل هذا التصنيف معتقلين فلسطينيين وعربًا من لبنان وسوريا، فيما لا تشمل الإحصائية الكاملة معتقلي غزة المحتجزين في معسكرات جيش الاحتلال.