30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
29.48°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة29.48°
السبت 06 سبتمبر 2025
4.52جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.52
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.35

لماذا لا يضع نتنياهو الأسرى الإسرائيليين ضمن حساباته قبل المضي في احتلال غزة؟

القدس المحتلة - فلسطين الآن

يمضي جيش الاحتلال بوتيرة متسارعة لاحتلال مدينة غزة بناء على توجيهات من رأس المستوى السياسي، بنيامين نتنياهو، والذي يبدو أنه أخرج الأسرى الإسرائيليين من حساباته، رغم التحذيرات المتلاحقة، والاحتجاجات المتواصلة بسبب الخطر المحدق بهم حال التعمق أكثر في خطة احتلال المدينة المحاصرة.

وبينما يبدو تصرف نتنياهو، بإدارة ظهره لنحو 50 أسيرا في غزة، غريبا ويخالف التعاليم التوراتية التي تحث على أن "اليهود مأمورون بالعمل على فداء أسراهم، وأن القيام بذلك عمل عظيم القيمة ونبيل للغاية" تبرز أسئلة حول أسباب "اللامبالاة" بمصير الأسرى من قبل الحكومة المتطرفة، وهل هناك حسابات سياسية وشخصية تلعب في هذا الملف، أم أن تدمير غزة وتهجير أهلها أولى في هذه المرحلة بالنسبة لنتنياهو؟

"تهجير غزة أولوية"

الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي، حسن مرهج يعتقد أن نتنياهو أدار ظهره لملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، متجاهلًا كل النداءات والتحذيرات من خطورة التوغل العسكري على حياتهم. لافتا إلى أن "هذا التجاهل لا ينفصل عن حسابات سياسية وشخصية عميقة، بقدر ما يعكس رؤية استراتيجية ترى في استمرار الحرب أولوية تفوق أي اعتبار إنساني".

وشدد مرهج أن حسابات نتنياهو تُظهر أن مشروع "تهجير غزة وتفكيك مقاومتها" يتقدم على ملف الأسرى، لافتا إلى أن رئيس الحكومة يراهن على الزمن والقوة المفرطة، لكنه أيضًا رهان محفوف بالمخاطر، قد ينقلب عليه داخليًا مع اتساع الغضب الشعبي، و"قد يُسجّل في التاريخ كرجل ضحّى بمواطنيه من أجل وهم سياسي".

وعلى الصعيد السياسي الداخلي، يرى الخبير أن نتنياهو يواجه مأزقًا وجوديًا، فهو محاصر باحتجاجات عائلات الأسرى وضغط الرأي العام، لكنه في الوقت نفسه رهينة لائتلاف يميني متشدد يرفض أي صفقة تُظهر "إسرائيل" في موقع المساومة، وأي تنازل في هذا الملف قد يُقرأ كهزيمة سياسية تهدد بقاءه في الحكم.

أما على المستوى الشخصي، فإن مرهج يظن أن نتنياهو يدرك أن مصيره السياسي – وربما القضائي – مرتبط بقدرته على تسويق صورة "النصر العسكري"، وصفقة تبادل تُنهي الحرب دون تغيير جذري في غزة ستعني بالنسبة له سقوطًا مدويًا، في حين أن الاستمرار في الحرب يمنحه ورقة قوة أمام قاعدته الانتخابية.

في المقابل، يعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة ليست إنقاذ الأسرى، بل تدمير غزة وإعادة تشكيل واقعها الديموغرافي والسياسي، فالتدمير الواسع والضغط العسكري الهائل يُسوَّقان داخليًا كإنجاز تاريخي، حتى لو كان الثمن حياة الأسرى.

ومن وجهة نظر الخبير، فإن الخسائر الفردية بالنسبة لنتياهو تُبرر إذا كان الهدف الاستراتيجي هو إضعاف حماس وتغيير وجه القطاع لعقود مقبلة، مشددا على أن أهم تسويق لنتنياهو هو إبعاد أي مقاومة عن حدود ما قبل  ٧ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣  تحت عنوان "الأمن القومي الإسرائيلي".

"حرب بقاء نتنياهو"

وجدد زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير غولان، الدعوة إلى إعادة الأسرى من غزة ووقف الحرب التي أشار إلى أنها باتت تخدم بقاء نتنياهو في منصبه.

جاء ذلك الأمريكية تعليقا على فيديو نشرته "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" يظهر فيه الأسير الإسرائيلي في غزة غاي دلال غلبوع.

وقال غولان بتدوينة على منصة "إكس" أن الحرب "أصبحت حرب بقاء لنتنياهو، بدلاً من إعادة المخطوفين وأمن إسرائيل (..) يجب علينا، ونحن مُلتزمون، بوقف هذه الحرب السياسية، وإعادة 47 إلى ديارهم (الأسرى)، ووضع حدٍّ للتخلي عنهم".

والجمعة، نشرت "كتائب القسام" مقطع فيديو يظهر الأسير الإسرائيلي غاي غلبوع دلال يتحدث من داخل سيارة تتجول بين أنقاض مبان مدمرة بمدينة غزة، داعيا الإسرائيليين إلى إحداث فوضى وتمرد ضد الحكومة لحملها على إبرام صفقة لإطلاق سراحه.

وقال غلبوع في الفيديو الذي قال إنه مسجل في 28 أغسطس/ آب المنصرم: "سنبقى بمدينة غزة بغض النظر عن هجوم الجيش الإسرائيلي (الذي كان مرتقبا آنذاك على غزة)، وهذا يعني أنني وأكثر من 8 من مواطني إسرائيل (أسرى) سنموت هنا"، مؤكدا أنه يعيش "كابوسا حقيقيا" منذ أكثر من 22 شهرا في الأسر.

وأضاف: "اعتقدنا أننا أسرى لدى حماس، لكن الحقيقة أننا أسرى لدى نتنياهو و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش الذين يكذبون طوال الوقت، ولا يريدون عودتنا".

وحمل غلبوع الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياة الأسرى لدى "حماس" والجنود المشاركين في حرب الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين.

 

المصدر: فلسطين الآن