كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن حركة حماس تتمسك بضرورة إدراج عدد من القيادات الوطنية البارزة في صفقة تبادل الأسرى، ضمن المباحثات غير المباشرة الجارية مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وعدد من الدول الإقليمية، في إطار الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الحركة تطالب بالإفراج عن القيادات الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال، وهم: مروان البرغوثي، والقيادي في كتائب القسام عبد الله البرغوثي، وقائد الجهاز العسكري للحركة في الضفة إبراهيم حامد، والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، إضافة إلى القياديين عباس السيد وحسن سلامة، الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد منذ سنوات طويلة.
وأكدت المصادر أن حماس تعتبر هؤلاء الأسرى رموزًا وطنية بارزة، وأن الإفراج عنهم يشكّل خطوة جوهرية نحو تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف الوطني في مرحلة ما بعد الحرب.
وبحسب ما تم تسريبه من بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الاتفاق المقترح ينص على الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا مقابل 47 أسيرًا إسرائيليًا، من بينهم جثامين 25 قتيلًا، وذلك في إطار صفقة تمهّد لمرحلة وقف إطلاق نار شامل وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من القطاع.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم نحو 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الوفد الإسرائيلي سيُركّز على الترتيبات الأمنية وضمانات استمرار وقف إطلاق النار، مع الإصرار على اعتماد آلية تدريجية للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين.
وتُعقد المفاوضات بمشاركة فاعلة من الولايات المتحدة وقطر ومصر، فيما تتولى القاهرة الإشراف المباشر على اللجان الفنية المعنية بتفاصيل الصفقة والضمانات الدولية لتنفيذها.
وتسعى الأطراف المشاركة إلى التوصل خلال الأيام المقبلة إلى اتفاق مبدئي يمهّد لمرحلة ما بعد الحرب، يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وعودة النازحين، وبدء إعادة الإعمار بإشراف دولي.
وقالت حماس -في بيان لها- إنها وافقت على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، كما جددت تأكيدها الاستعداد لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، تتولى الإشراف على شؤون غزة ضمن توافق وطني ودعم عربي وإسلامي.
لكن الحركة شددت في الوقت نفسه على أن مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني سيُناقشان حصريا في إطار فلسطيني جامع.
وبعد ساعات من ترحيبه بموافقة حماس على مقترحه بشأن غزة، قال ترامب إن "إسرائيل وافقت بعد محادثات على خط الانسحاب الأولي للجيش الإسرائيلي الذي تم إطلاع حماس عليه".