تجمع أعداد كبيرة من المواطنين في قلب العاصمة الكولومبية، دعوة ومبادرة مدنية ونقابية، في مسيرة تضامنية مع غزة، تزامنًا مع الذكرى الثانية للحرب في القطاع، حيث قام المتظاهرين بإحراق علم الاحتلال الإسرائيلي على طريقهم نحو ساحة بوليفار، في إشارة رمزية وغضبية ضد استمرار القصف والحصار المفروض على القطاع.
رفع المشاركون في المظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها عبارات من قبيل "أنقذوا غزة" و"وقف القصف الآن"، وترددت هتافات منددة بالدمار الذي يطال المدنيين، وسط انتشار واسع لمقاطع تصويرية على منصات التواصل تُظهر لحظات الإحراق وردود فعل المشاركين.
ودعا المشاركون خلال تلك التظاهرة إلى توحيد التضامن مع الفلسطينيين وممارسة ضغوط على الحكومات لاتخاذ مواقف أقوى من العدوان الإسرائيلي.
وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قد أثار تفاعلا كبيرا بتصريحاته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي وصف فيها ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية لا يمكن أن يظل العالم صامتًا عنها"
في كلمته، دعا بيترو إلى تشكيل قوة دولية تفرض تنفيذ قرارات العدالة الدولية، وتحرر فلسطين معتبرًا أن مرحلة الكلام والتنديدات قد فشلت في التغيير، وقال: "ما يقال في هذه القاعة لا يترجم إلى حماية على الأرض منتقدًا استخدام بعض الدول حق النقض داخل مجلس الأمن لتفويت الفرص.
كما أضاف أن الخطوة المقبلة ليست بموافقة مترددة، بل بحاجة إلى عمل مباشر: "الدول التي تملك قدرات عسكرية يجب أن تتحرك"، ملمحًا إلى أن الصمت الدولي والعجز الدبلوماسي يساهمان في استمرار المجازر بحق المدنيين في غزة.
واستضافت العاصمة بوغوتا في تموز / يوليو 2025 أعمال المؤتمر الدولي لدول مجموعة لاهاي والدول الصديقة لها، بمشاركة عدد من الحكومات من أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، لمناقشة التطورات في غزة وسبل الضغط لوقف العدوان، وشهد المؤتمر إجماعًا على إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد المدنيين، والدعوة إلى تحرك عملي يضع حدًا لتدفق السلاح الذي يُستخدم في الحرب على القطاع.
وأعلن المشاركون في ختام الاجتماعات حزمة من القرارات الملزمة، تضمنت حظر تصدير واستيراد الأسلحة من وإلى إسرائيل، ومنع استخدام الموانئ التابعة للدول الموقعة أو السفن التي ترفع أعلامها في أي عمليات نقل أو توريد للسلاح لصالح الاحتلال، كما شدّد البيان الختامي على مراقبة الأنشطة التجارية للشركات لضمان عدم تورطها في أي تعاملات تدعم أو تموّل آلة الحرب الإسرائيلية.
وأكدت كولومبيا، التي ترأست الجلسة الافتتاحية، أن الهدف من المؤتمر هو تحويل المواقف الأخلاقية إلى إجراءات عملية، مشددة على أن "السكوت عن الإبادة في غزة تواطؤ غير مقبول".
وطالب الرئيس غوستافو بيترو بتشكيل تحالف دولي لإنفاذ قرارات العدالة الدولية، مؤكدًا أن حظر السلاح خطوة أولى نحو "وقف الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني".
