قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى تضميد جراحه والنهوض مجدداً بعد ما شهده من دمار واسع خلال العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن تركيا تبذل جهوداً مكثفة لضمان أن يكون الاتفاق بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي مستداماً، بما يمهد الطريق نحو سلام دائم في المنطقة.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمته في منتدى الأعمال والاقتصاد التركي الأفريقي بنسخته الخامسة، المنعقد في إسطنبول، حيث شدد على أن بلاده تتابع التطورات على الأرض في غزة عن كثب بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفاً: "لا نتخلى عن الحذر واليقظة نظراً للسجل السيئ لإسرائيل في خرق الاتفاقات".
وأشاد الرئيس التركي بموقف الدول الأفريقية من العدوان على غزة، قائلاً: "أظهر إخواننا الأفارقة، مثل تركيا وشعبها، موقفاً واعياً خلال إبادة غزة الجماعية".
كما ثمن الخطوة التي اتخذتها جنوب أفريقيا برفع دعوى إبادة جماعية ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، واصفا إياها بأنها "موقف شجاع ترك بصمة في التاريخ".
قلق من الأوضاع في السودان
وفي الشأن الأفريقي، أعرب أردوغان عن أسفه حيال الصراع الدائر في السودان، قائلاً: "الصراع في السودان يؤلمنا بشدة، ونأمل تحقيق وقف لإطلاق النار أولا، ثم إرساء سلام دائم في البلاد".
وانتقد تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة الشعب السوداني، مضيفاً أن "من الواجب الإنساني للجميع وقف إراقة الدماء في هذا البلد"، مؤكداً أن الغرب ينظر إلى النزاعات في إفريقيا كأنها قدر محتوم للقارة.
وأوضح أن تركيا تعد من أكثر الدول تقديماً للمساعدات الإنسانية في العالم مقارنة بدخلها القومي، مشيراً إلى أن أنقرة لا تميز في تقديم المساعدات على أساس الدين أو العرق أو الأصل، ولا تسعى إلى أي مكاسب مادية من وراء ذلك.
كما أكد أن بلاده تدعم التنمية والتعليم في القارة الإفريقية من خلال المنح الدراسية والمشاريع التنموية التي تنفذها المؤسسات التركية الرسمية ومنظمات المجتمع المدني.
اقتصاد قوي وجاذب للاستثمار
وفي الشق الاقتصادي، شدد الرئيس التركي على أن اقتصاد بلاده المتنامي وبيئتها الاستثمارية المتطورة وموقعها الجغرافي المميز بين ثلاث قارات، يجعل من تركيا وجهة آمنة وجاذبة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وقال أردوغان:"جميع مؤسسات الدولة وهيئة الاستثمار التابعة لرئاسة الجمهورية على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم اللازم لكل من يرغب في الاستثمار بأمن وأمان في بلدنا".
وأشار إلى أن المنتدى، الذي عُقد لأول مرة عام 2016، أصبح منصة عملية لاتخاذ قرارات تُترجم إلى مشاريع ملموسة في مختلف القطاعات، متوقعاً أن تسفر النسخة الحالية عن شراكات دائمة بين تركيا وأفريقيا.
وأكد أردوغان أن العلاقات التركية الأفريقية بلغت مستوى الشراكة الاستراتيجية، موضحاً أن روابط الصداقة والمودة بين الجانبين تمتد إلى القرن العاشر الميلادي.
وكشف أن المقاولين الأتراك نفذوا أكثر من 2000 مشروع في أفريقيا بقيمة إجمالية بلغت 97 مليار دولار، مشيراً إلى أن حجم التجارة بين تركيا والقارة الإفريقية ارتفع من 5.4 مليارات دولار عام 2003 إلى 40 مليار دولار عام 2024.
أرقام النمو الاقتصادي
وعن أداء الاقتصاد التركي، أوضح أردوغان أن تركيا تحتل المرتبة الـ17 بين دول مجموعة العشرين من حيث حجم الاقتصاد، وتهدف إلى الصعود إلى المرتبة 11 عالمياً في القوة الشرائية بنهاية العام الجاري.
وأضاف أن الدخل القومي التركي ارتفع من 238 مليار دولار في عام 2002 إلى 1.5 تريليون دولار في 2024، بينما ارتفعت حصة الفرد من الدخل القومي من 3 الآف و608 دولارات إلى 14 ألفاً و751 دولاراً، متوقعاً أن تقترب من 17 ألف دولار بحلول النصف الثاني من عام 2025.
