وافق نادي ريال مدريد على إعارة المهاجم البرازيلي الشاب إندريك إلى ليون الفرنسي، في خطوة تهدف لمنحه المزيد من فرص اللعب، رغم تواصل مانشستر يونايتد مؤخراً لمحاولة التعاقد معه.
اللاعب البرازيلي لم ينجح حتى الآن في فرض نفسه ضمن صفوف الفريق الملكي، مما جعل النادي الإسباني يفتح الباب أمام رحيله مؤقتاً لدعم تطوره.
ووفقاً لصحيفة "ميرور" البريطانية، يقترب ريال مدريد من إنهاء صفقة إعارة إندريك إلى ليون، بعد فشله في الحصول على دقائق لعب منتظمة في سانتياجو برنابيو.
واستقدم ريال مدريد اللاعب البرازيلي الشاب في عام 2022 قادماً من بالميراس، لكنه لم ينتقل إلى إسبانيا إلا في 2024. وعلى الرغم من تقييمه العالي، كانت فرصه في اللعب محدودة منذ وصوله، وقد طال الحديث عن رحيله لدعم تطوره، مع اهتمام عدد كبير من الأندية الأوروبية بخدماته.
ويبدو أن ليون هو الفائز بسباق التعاقد مع إندريك، حيث تشير التقارير إلى إمكانية إتمام الصفقة في يناير/كانون الثاني المقبل.
الفريق الفرنسي يحتل حالياً المركز السابع في الدوري الفرنسي تحت قيادة المدرب باولو فونسيكا، الذي يأمل أن يسهم وصول اللاعب في تعزيز موسم الفريق، بحسب تقرير لشبكة "جلوبو سبورت" البرازيلية.
وكانت صحيفة "ميرور" قد كشفت في وقت سابق أن أستون فيلا كان يراقب وضعية إندريك، فيما تغلب ليون على منافسة مانشستر يونايتد، الذي تواصل مع ريال مدريد لمحاولة جلب اللاعب البرازيلي.
وكان الشياطين الحمر يقيّمون خياراتهم بعد إصابة بنجامين سيسكو التي قد تبعده لفترة طويلة، لكنهم لن يحصلوا على خدمات إندريك.
ويعمل ريال مدريد وليون حالياً على وضع إطار الصفقة، التي لن تُوقع إلا قرب فترة الانتقالات في يناير، مع تضمين بند يسمح للنادي الإسباني بإلغاء الإعارة في حال حدوث أزمة إصابات جماعية بالميرنجي.
وكان تشابي ألونسو قد استبعد سابقاً فكرة إعارة إندريك، لكنه بدا متراجعاً عن موقفه الأخير. وأوضح المدير الفني السابق لباير ليفركوزن أن المهاجم لا يمكنه السماح لإحباطه بالسيطرة عليه، وعليه اغتنام الفرصة حين تأتي.
وقال ألونسو: "من الواضح أن الجميع يريد اللعب، والشاب أكثر من غيره. في ظل هذا السياق، نحن نرغب في المنافسة الآن، والأمر صعب حسب المباراة. عليه أن يكون صبوراً، مستعداً، وأن يعلم أنه في ريال مدريد. وقته سيأتي".
وكان فينيسيوس جونيور، كيليان مبابي ورودريجو هم الثلاثي المفضل لريال مدريد في الموسم الماضي، لكن رودريجو فقد مكانته مؤخراً. ويؤكد ألونسو أنه حريص على إتاحة الفرصة لإندريك على أرض الملعب، لكنه لم يجد اللحظة المناسبة حتى الآن.
وأضاف: "بالطبع، كنت أود أن يكون قد لعب بالفعل. لكن ظروف مبارياتنا الأخيرة كانت ضيقة منذ عودة إندريك. آمل أن يحصل على تلك الدقائق قريباً. إنه يتدرب بشكل جيد، ومستعد، لكن اللحظة المناسبة يجب أن تأتي".
ذكريات البدايات وتألق مفقود
ولد إندريك في 21 يوليو/تموز 2006 في العاصمة البرازيلية برازيليا، وبدأت مسيرته الكروية منذ سن مبكرة عندما انضم إلى أكاديمية بالميراس في عمر 11 عاماً. هناك، سرعان ما جذب الأنظار بفضل قدراته التهديفية الفذة ومهاراته الفنية العالية التي جعلت مدربيه يلقبونه بـ"الظاهرة الجديدة".
في سن الخامسة عشرة فقط، أصبح نجم الفريق الأول في بطولات الشباب، وقاد بالميراس للتتويج بكأس ساو باولو للشباب عام 2022، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة. حينها، بدأت الأندية الأوروبية الكبرى تتسابق على ضمه، واعتبره جمهور البرازيل "أمل المستقبل" بعد نيمار وفينيسيوس جونيور.
بعد أشهر قليلة، وقع إندريك أول عقد احترافي مع بالميراس، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك مع الفريق الأول، وبدأ مسيرته الرسمية بطريقة مبهرة بتسجيله في أول ظهور له في الدوري البرازيلي.
من موهبة واعدة إلى صفقة استثمارية ضخمة
جذب تألقه المذهل أنظار ريال مدريد، الذي سارع إلى التعاقد معه في صفقة بلغت قيمتها نحو 60 مليون يورو شاملة المتغيرات والحوافز، في استثمار طويل الأمد للمستقبل.
ورغم صغر سنه، أظهر اللاعب نضجاً كبيراً وثقة لافتة خلال تصريحاته الأولى، مؤكدًا أنه يحلم بالسير على خطى مواطنيه فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس في العاصمة الإسبانية.
قبل انتقاله الرسمي إلى أوروبا، واصل إندريك تألقه مع بالميراس، وقاد الفريق إلى لقب الدوري البرازيلي عام 2023، مسجلاً أهدافاً حاسمة في مرحلة الحسم.
كما نال إشادات واسعة من أساطير البرازيل مثل رونالدو نازاريو وريفالدو، اللذين أكدا أنه يمتلك مزيجاً نادراً من السرعة والدقة والقوة الذهنية التي تؤهله لأن يكون المهاجم البرازيلي المثالي لعصر كرة القدم الحديث.
تجربة أوروبية صعبة
انضم إندريك رسمياً إلى ريال مدريد في صيف 2024، حيث بدأ التدرب مع الفريق الأول فوراً إلى جانب نجوم مثل جود بيلينجهام وفينيسيوس ورودريجو.
ورغم الإصابات التي أخرت ظهوره الرسمي، تمكن من المشاركة في بعض المباريات تحت قيادة المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، حيث سجل سبعة أهداف في 840 دقيقة فقط، وكان الهداف الأول للفريق في كأس الملك بخمسة أهداف، ما جعله أحد أبرز المواهب الواعدة في الفريق الملكي.
لكن انتقال القيادة الفنية إلى تشابي ألونسو غيّر المعادلة تماماً. فبعد أن كان اللاعب يطمح إلى الحصول على دور أكبر، وجد نفسه خارج التشكيلة تماماً، في وقت نال فيه المهاجم الشاب جونزالو (من أكاديمية النادي) عقداً احترافياً جديداً بعد تألقه في كأس العالم للأندية بتسجيله أربعة أهداف.
هذا التطور جعل إندريك يدرك أن عليه منافسة جونزالو على دقائق محدودة للغاية خلف كيليان مبابي، ما اعتبره مؤشراً سلبياً على مستقبله القريب داخل الفريق.
