24.45°القدس
24.21°رام الله
23.3°الخليل
26.04°غزة
24.45° القدس
رام الله24.21°
الخليل23.3°
غزة26.04°
السبت 22 نوفمبر 2025
4.31جنيه إسترليني
4.64دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.29دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.31
دينار أردني4.64
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.29

استطلاع رأي فرنسي ممول إماراتيا يقدم صورة سلبية عن مسلمي أوروبا

أثار استطلاع رأي حول المسلمين في فرنسا موجة انتقادات حادة، بعد الكشف عن أن الجهة التي مولت إعداده مرتبطة بحملة تضليل يعتقد أنها مدعومة من الاستخبارات الإماراتية، وتهدف إلى شيطنة جماعات إسلامية وتوجيه الرأي العام ضد المسلمين في أوروبا. وفق ما ذكرته الصحفية إيلودي فارج في موقع “ميدل إيست آي”.

الاستطلاع، الذي نشره معهد “إيفوب” الفرنسي (Ifop) الثلاثاء الماضي، زعم أنه يقدم “صورة دقيقة لحالة العلاقة بين الإسلام والإسلاموية لدى المسلمين في فرنسا”، مشيرا إلى تضاعف أعدادهم من 0.5% عام 1985 إلى 7% في 2025، ما يجعل الإسلام “ثاني أكبر ديانة في البلاد”.

وخلص التقرير إلى وجود “ظاهرة إعادة أسلمة تتزايد بين الأجيال الشابة”، مصحوبة بما سماه “ازدياد التعاطف مع التيارات المتشددة في الإسلام السياسي”. كما نقل عن 46% من المستطلعة آراؤهم أنهم يعتقدون أن “القانون الإسلامي يجب أن يطبق ولو جزئيا” في الدول التي يعيشون فيها.

هذه الاستنتاجات عززت، فور نشرها، خطاب اليمين المتطرف في فرنسا، الذي اعتبرها دليلا على أن “المسلمين يشكلون مجتمعا موازيا”. وعلقت مارين لوبان على “الأرقام المرعبة”، محذرة من “ملايين المسلمين الراديكاليين الذين سيطبقون الشريعة في فرنسا”.

حتى وزير الداخلية لوران نونيز٬ بدا وكأنه يستند إلى نتائج الاستطلاع، مجددا الدعوة إلى “مرحلة ثالثة” من استراتيجية مكافحة “تغلغل الإسلام الراديكالي”.

نتائج منحازة ومنهجية مضللة

واجه الاستطلاع انتقادات واسعة من شخصيات دينية وسياسية وإعلامية. فقد وصف رئيس مسجد باريس الكبير الدراسة بأنها حولت “إحصاء ساذجا إلى خطاب عن الخطر”، واعتبرت أن الممارسات الروحية صورت كتمهيد لـ“التشدد والإرهاب”.

أما عبد الله زكري، رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، فاعتبرها “دراسة مصممة خصيصا لتغذية البرامج التلفزيونية بالتهويل الأمني”.

الصحفي جان بيار أباتي٬ شبه طريقة عرض النتائج بخطاب معاداة اليهود قبل قرن: “تظهر المسلمين كأنهم بلا وطن، أكثر ارتباطا بجماعتهم من فرنسا نفسها.”

نواب اليسار، خصوصا من حركة "فرنسا الأبية"، وصفوا الدراسة بأنها “خدعة إسلاموفوبية” تستهدف “وصم الشباب المسلم كعدو داخلي”.

كما طعن النواب في منهجية الدراسة٬ حيث شمل الاستطلاع 1005 أشخاص فقط، بينهم 149 امرأة محجبة فقط، ورغم ذلك خلص التقرير إلى أن “واحدة من كل فتاتين مسلمتين بين 18 و24 عاما ترتدي الحجاب”.

الجهة الممولة مرتبطة بالإمارات

وبحسب  “ميدل إيست آي” فإن أخطر ما كشف حول الاستطلاع هو الجهة التي مولته وهي: مجلة "Écran de Veille" (شاشة رصد)، الصادرة عن موقع "Global Watch Analysis"، المعروف بخطابه المعادي للإسلام السياسي وخصوصا جماعة الإخوان وحركة حماس، إلى جانب استهداف قطر بشكل متكرر.

تحقيقات صحيفتي "ليبراسيون" و"ميديابارت"٬ كشفت أن هذه المنصات مرتبطة بشركة غامضة تدعى "Countries Reports Publishing"، وهو كيان وهمي مسجل في بريطانيا يخفي هوية مالكيه.

ووفق "ميديابارت"، فإن مدير النشر أتمان تزاغارت٬ وعددا من معاونيه وردت أسماؤهم في ملف ضخم يتعلق بـ شبكة تجسس وتشويه واسعة النطاق مولتها الإمارات، وأدارتها شركة الاستخبارات السويسرية "Alp Services".

هذه العملية، التي عرفت باسم “أسرار أبوظبي” "Abu Dhabi Secrets"، كشفت أن سلطات الإمارات دفعت ما لا يقل عن 5.7 ملايين يورو لشن حملة تستهدف أكثر من ألف شخصية و100 منظمة في 18 دولة أوروبية، عبر: ( نشر مقالات كاذبة - إنشاء حسابات وهمية - تعديل صفحات ويكيبيديا - تلقيح الإعلام بمعلومات مضللة - تشويه قطر والإخوان المسلمين).

وفي فرنسا وحدها، استهدف نحو 200 شخصية و120 مؤسسة، بينهم مرشح الرئاسة السابق بونوا هامون وحزب "فرنسا الأبية".

لكن تزاغارت٬ نفى وجود “أي تدخل خارجي”، ورفض الكشف عن ممولي الشركة، مدعيا أن المجلة “باتت ممولة ذاتيا”.

إيفوب يتملص.. والإمارات صامتة

كما قال معهد إيفوب  لـ“ميديابارت” إن الجهة الممولة “شاركت فقط في اختيار الموضوعات” ولم تتدخل في صياغة الأسئلة، ولم تطلع على التقرير قبل نشره.

أما وزارة الخارجية الإماراتية فلم ترد على استفسارات “ميدل إيست آي”.

لكن اليسار الفرنسي رأى أن الصمت لا يخفي الحقيقة. النائب بول فانبيه كتب: “عملية وصم مواطنينا المسلمين، التي نفذها إيفوب وروج لها اليمين المتطرف، مولتها جهة مرتبطة بالاستخبارات الإماراتية.”

النائبة كليمانس غيتيه تساءلت: “إلى متى سنسمح لقوى أجنبية بنشر معلومات مضللة وبث الانقسام بين الفرنسيين؟”

الإمارات تتدخل في القضاء الفرنسي

وفي سياق آخر، كشفت منصة “L’Informe” أن الاستخبارات الإماراتية يشتبه بتدخلها أيضا في تحقيق أجراه جهاز "Tracfin" ضد نائب “فرنسا الأبية” كارلوس بيلونغو٬ بعد انتقاده سياسات أبوظبي. التحقيق تبين لاحقا أنه مليء بالأخطاء ومفتعل.

كما وصف النائب ما حدث بأنه: “فضيحة حقيقية قائمة على تدخل قوة أجنبية”. وقد تقدم بشكوى رسمية بتهم “الوشاية الكاذبة” و“التعاون مع دولة أجنبية”.

المصدر: فلسطين الآن