19.99°القدس
19.6°رام الله
18.86°الخليل
23.59°غزة
19.99° القدس
رام الله19.6°
الخليل18.86°
غزة23.59°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: الحماسة لا تكفي

رجال (جبهة النصرة) مقاتلون أشداء كما يصفهم قادة الجيش الحرّ، وقادة الائتلاف الوطني هم رجال أشداء في قتالهم، وأشداء في معتقدهم، وعداوتهم للنظام السوري المستبد وللغرب المستعمر شديدة، وربما لا تضاهيها عداوة أخرى، ولكن الشدة والحماسة في القتال وفي الاعتقاد لا تكفي في ظل موازين القوة المختلة. فالقوة الاستعمارية ما زالت تستخدم قوتها العسكرية وغير العسكرية لمنع التيارات الإسلامية عامة من السيادة في المنطقة وتولي مسؤولية الحكم فيها، وهي تنظر إلى الإسلاميين نظرة عداوة وبغضاء، وتملك قدرات هائلة لإحداث نزاعات داخلية بينهم، ولنزاعات أخرى بينهم وبين التيارات الليبرالية واليسارية، وهم يفضلون الأنظمة المستبدة على أي نظام ديقمراطي يقيمه الإسلاميون، ويدهم في ذلك طويلة طائلة لكل ما يريدون بحكم قدراتهم المالية والعسكرية. لقد قرأ قادة العمل الإسلامي مبكرًا هذا التوازن المختل، وتعرفوا جيدًا إلى عداوة المستعمرين للتيارات الإسلامية، لذا نصحوا قادة العمل الإسلامي في الميدان ألا ينتصبوا شاخصًا لرمي السهام والرصاص وأوصوهم بالكتمان، وبإخفاء قوتهم وحركتهم ومنع معلوماتهم عن دوائر الاستخبارات التي تتبع تطورهم ونموهم، حتى تستكمل التيارات الإسلامية قوتها وتملك قدرة جيدة على الصمود والتحدي يمنع الاستئصال من الجذور، وأحسب أن (حماة 1982م) قد قدمت نموذجًا دمويًا لمخالفة هذه النصائح، وتعجّل الأمور، والأخذ بالحماسة والشدة دون النظر في موازين القوة المختلة. لا أحد يودّ لسوريا أن تكرر مأساتها بنفسها، ومن ثمة نقول لا تكفي الرجولة، والحماسة في مواجهة التحديات والتآمر الدولي والإقليمي على الثورة السورية، لذا كانت حماسة (جبهة النصرة) في غير موضعها حين أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، وهي تعلم أن العالم الاستعماري كله متحالف معًا على حرب القاعدة أينما تواجدت، فقد صدر عليها حكم دولي بالإعدام يوم أن وصفتها أمريكا بالإرهاب. إعلان النصرة الولاء للقاعدة لا يحقق أياً من المنافع لا لجبهة النصرة نفسها، ولا لفصائل الثورة السورية الأخرى، بل إنه على العكس من ذلك يضرّ بها ضررًا بالغًا، ويلحق أضرارًا أخرى بفصائل الثورة الأخرى، ويجعل جبهة الثوار قابلة للتفجر والتمزق الداخلي، لأن كتائب الجيش الحر وفصائل الثورة، والائتلاف الوطني كله، والشعب السوري كله أو جله يرفضون معًا وجماعة البيعة لأيمن الظواهري، لأنها بيعة غير واجبة، ولأنها تخلط الأوراق وتفجر الأوضاع الداخلية، ولأنها تعطي الروس والإيرانيين وغيرهم الحق في التدخل إلى جانب النظام، وتجعل المجتمع الدولي يتلكأ أكثر فأكثر في مساعدة الثورة، ثم إن أيمن الظواهري ليس سوريًا، وهو في نظر السوريين ليس جزءًا من النظام القادم بعد سقوط الأسد، فكيف تتجه (النصرة) لفرضه على شعب يرفضه؟!! مرة أخرى نقول إلى الأشداء المتحمسين، الرجولة وحدها لا تكفي، ونصب النفس لرمي السهام والرصاص خطيئة، وضبط الحماسة بالعقل واجب وسنة نبوية مطهرة