تفاعل نشطاء ومغردون على مواقع التواصل مع روايات وقصص لشهداء في قطاع غزة لم تتحلل جثامينهم، رغم مرور وقت طويل على استشهادهم خلال حرب الإبادة الجماعية التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ومؤخرا بدأت طواقم جهاز الدفاع المدني بالتعاون مع مؤسسات أخرى عمليات انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة والتي بقي بعضها لنحو عامين كاملين، لتكشف هذه العمليات عن انتشال جثث لم تتحلل، ما أثار تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي إحدى الحالات، انتشرت في غزة قصة لشاب يدعى يحيى الديراوي استشهد قبل عامين من الآن في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وقد وجدوا جثمانه كما هو ولم تظهر عليه أي علامة أو أثر من آثار التحلل، بعد أن تمكنت طواقم محلية من انتشال جثمانه أسفل منزل قصفته قوات الاحتلال.
وتكررت هذه الروايات مرارا خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية مع حالات أخرى في مناطق واسعة من قطاع غزة، فبينما يرجعها البعض إلى عوامل دينية وكرامات يمنحها الله لبعض الشهداء، يعزوها آخرون إلى عوامل بيئية لها علاقة بظروف قد تعيق عمل البكتيريا المسؤولة عن تحلل الجثث.
جثته لم تتحلل بعد عامين
— محمود البنا (@Mahmoudalbana97) December 21, 2025
استخراج رفات الشهيد يحيى خليل الديراوي من تحت أنقاض منزله بعد عامين من استهدافه "الجثة كاملة" لم تتحلل، هل لكَ سِر عِند الله؟ بينكَ أنتَ وبينَ الله؟!. pic.twitter.com/cceECMymur
وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، الأسبوع الماضي، البدء في عمليات البحث عن جثامين الشهداء المفقودين تحت أنقاض المنازل صغيرة الحجم في مدينة غزة، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويشارك في هذه الأعمال "الهيئة العربية لإعادة إعمار غزة" وكل من لجنة الطوارئ وإدارة الاستجابة السريعة والأدلة الجنائية والطب الشرعي في محافظة غزة ووزارتي الصحة والأوقاف وذوي الشهداء المفقودين وتجمع القبائل والعشائر.
وطالب "الدفاع المدني" بمشاركة جهات أخرى في عمليات البحث والانتشال، وذلك بتوفير "بواقر وحفارات وكباشات" لاستكمال المهام الإنسانية لعمليات البحث عن الجثامين المفقودة.
وشدد "الدفاع المدني" على أن طواقمه في قطاع غزة لا تمتلك أي معدات إنقاذ ثقيلة، وتعمل في تنفيذ مهماتها بأدوات بدائية بسيطة، بعد أن دمر الاحتلال معظم مقدرات الجهاز وامكاناته خلال الحرب.
ولفت إلى الحاجة الملحة إلى 20 باقر و20 حفار؛ لتتمكن طواقمه من انتشال آلاف الجثامين من تحت الانقاض، وكي يتاح لذويهم دفنهم بكرامة وفقا لما يدعوننا إليه ديننا الحنيف.
