يظهر تقرير إخباري مصور أعدّه مراسل القناة الإسرائيلية الثانية كيفية مداهمة جنود الاحتلال لمنازل المواطنين في مخيم العروب للاجئين شمال الخليل بالضفة الغربية لاعتقال أطفالهم، تحت ذريعة رشق قوّات الاحتلال ومركبات المستوطنين بالحجارة أثناء مرورها على الشارع الالتفافي (شارع القدس-الخليل) المار بجوار المخيم. ويرافق مراسل القناة قوّات الجيش إلى داخل المخيم، حيث تظهر التعليمات التي يزودّها قائد القوّة المداهمة للجنود، وتفاصيل عن الأشخاص المنوي اعتقالهم خلال العملية، كما يظهر استعدادات الجنود لاقتحام المخيّم ذو الكثافة السكانية العالية. وادعى التقرير أن الفلسطينيين لا يسارعون إلى خيار المواجهة المباشرة بسبب فشل الانتفاضة الثانية، ولكن الإحساس في الشارع الفلسطيني بأن الأفق مسدود يدفعهم إلى محاولة طرق أخرى مثل التوجه إلى الأمم المتحدة وإقامة "بؤر فلسطينية"، وكذلك الرشق بالحجارة. ونقل التقرير عن قائد وحدة "نحشون" في كتيبة "كفير"، "شاي شيمش"، قوله إنه في الضفة الغربية منذ سبعة شهور، وأنه كان بالإمكان في البداية احتواء ذلك بدون المس بالحياة اليومية للسكان، ولكن في مرحلة معينة بدأت عمليات الرشق بالحجارة تستهدف المسافرين على "محور 60" والمفارق المركزية. واعتبر "شيمش" أن غالبية فعاليات المقاومة الشعبية ينفذها الفتيان الفلسطينيون يوميا، ولا يوجد لديه أي مشكلة في اعتقالهم، وأن أبناء جيل 14 عاما يطلقون "البنانير" بواسطة المقلاع، وأن أحد جنوده فقد عينه جراء ذلك. وقال قائد كتيبة "يهودا" في جيش الاحتلال: "لا يمكن فهم مدينة الخليل أو الضفة الغربية بدون النظر إلى ما يحصل حولنا.. المواطن العربي العادي اليوم ليس المواطن نفسه قبل 10 سنوات.. ودرجة الوعي اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه، ويمكن رؤية ذلك في ميدان التحرير، وبشكل غير مفاجئ يمكن رؤية ذلك في الخليل ورام الله". [title]تصاعد الاحتكاكات[/title] وحسب التقرير تم تسجيل في الشهور الأربعة الأخيرة 74 حالة رشق بالحجارة في مخيم العروب للاجئين. وللمقارنة ففي العام 2012 تم تسجيل 60 حالة رشق بالحجارة فقط. أما بالنسبة لعمليات إلقاء الزجاجات الحارقة فقد تم تسجيل 54 حالة منذ مطلع العام الحالي 2013، في حين تم تسجيل 14 حالة فقط في العام الماضي 2012. [title]لا انسانية تذكر[/title] ولم يبال جنود الاحتلال لدموع وصرخات أم أحمد من مخيم العروب بعدم اعتقال فلذة كبدها، كما أن الجنود اعتقلوا طفل يمكن تقديره عمره ما بين 12 إلى 14 عاما فقط، رغم توسلاته للجنود أن يتركوه يتقدم لامتحان مدرسي في اليوم التالي. وذهل المحللون في استديو القناة من التقرير, وقال المحلل "امنون ابراموفيتش" أن "هناك احصائية لوزارة الأسرى الفلسطينية بان 800 ألف فلسطيني اعتقلوا منذ 1967 معظمهم قاصرين وهذا الموضوع لن ينتهي إلا بانتهاء الاحتلال". وكشفت إحصائيات منظمة اليونيسيف الدولية لحماية الأطفال أن عدد الأطفال والفتية الفلسطينيين الذين اعتقلوا في السجون الإسرائيلية بلغ نحو 7 آلاف شخص خلال السنوات العشر الأخيرة، وأن هؤلاء الأطفال يتعرضون لعمليات تنكيل وتعذيب بما يتنافى وميثاق حقوق الإنسان وميثاق حقوق الطفل الدوليين"