19.99°القدس
19.6°رام الله
18.86°الخليل
23.59°غزة
19.99° القدس
رام الله19.6°
الخليل18.86°
غزة23.59°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: مبارك.. الدمية الباسمة

ثلاثون عاما في الحكم بدون دلائل إيجابية يمكن احتسابها لصالح المخلوع حسني مبارك، ولكن في زمن الإعلام الغريب العجيب صدعوا رؤوسنا وتسببوا لنا بالإعياء لكثرة الدلائل والمعاني التي استنبطوها من ابتسامة المخلوع وتلويحه لأنصاره من وراء القضبان،ولكن هناك دائما نظرة أخرى وآراء مختلفة حول ذات الموضوع ومنها مبارك وما قيل عن حضوره الأخير في المحكمة كمتهم أذله الله بعد عز وكسره بعد تجبر وطغيان. من الواضح أن هناك من خطط لتكون جلسة محاكمة المخلوع ذات طابع معين، بحيث يخرج الجمهور بفكرة أن المخلوع ما زال صحيح الجسم ومعنوياته مرتفعة لأسباب قد تخدمهم في حملاتهم المقبلة ضد الثورة، ولذلك فقد أدهشنا مبارك في تسريحة شعره ولباسه الأنيق ونظاراته التي أخفت خلفها نظرات الحسرة والبؤس. تلك كانت الاستعدادات قبل الجلسة أما خلال الجلسة فكانت لها استعدادات خاصة، حيث في الدقيقة الأولى وحين فتح باب المحكمة وظهر مبارك سجل المعلق في التلفزيون الرسمي هدفه الأول بقوله: الرئيس السابق يبدو بصحة جيدة، ثم توالت الإشادة بصحته. المخلوع حسني مبارك وبعد " وتوتة ووشوشة" متقطعة مع نجله جمال بدأ برفع يده اليمنى ملوحا لمن يفترض ان يكونوا في الجهة المقابلة، والكل علق على يده الملوحة ولم يعلق على يده الساكنه على خده وأسفل فمه،مبارك أيام عزه وسطوته كان يلوح للمنافقين مع ابتسامه خفيفة، ولكنه لم يفعل ذلك في المحكمة حيث كان يضغط بإصبعه على شفته السفلى وكأنه يسندها أو يرفعها ليبدو مبتسما، و من يدقق في وجهه أثناء المحكمة يرى أن شفته العليا في بعض الأحيان كانت تتحرك لا إراديا، المخلوع مبارك_بعكس ما روج المروجون _ لم يستطع إخفاء الذل الذي حاق به وبعائلته، ولم يقدر على إظهار أي شماته تجاه أي شيء، وبالكاد استطاع أن يخرج ابتسامة واحدة ربما كانت بأمر من نجله جمال . موقف الخزي والندامة الذي وضع فيه مبارك لا يمكن أن يقدره إلا رئيس نزع الله ملكه أو زلزل عرشه، ولا يمكن كذلك أن يكون في كامل وعيه حتى يأبه لما يحدث في مصر وشوارعها وميادينها ويتابع أخبارها، مبارك الذي رأيناه كان مجرد دمية بيد غربية، وجسدا فيه رمق من حياة ولسان حاله يقول : اللهم نفسي .. اللهم نفسي.