كانوا هناك يلعبون بين أزقة المخيم الضيقة، يداعبون أشعة الشمس الذهبية التي ألقت بأشعتها على الرمال الذهبية لتزيدها لمعاناً وجمالاً، ينظرون إلى الأطفال من أقرانهم، وهم يشترون ما طاب لهم من الحلوى والمأكولات من الدكان القريب من منزلهم. عاد خليل ابن الخمسة أعوام إلى المنزل بخطواتٍ ثقيلة تعتريها الخوف، بعدما رأى ما رأى ممن يحملونه الأطفال، ووقف عند أبيه المريض، بابا ... فيرد الأب قل يا خليل .. فيصمتُ الابنُ ويتراجع عن طلبه .. فيعاود الأب طلبه لابنه بالبوح بما يخفيه، وأخيراً تشجع الطفلُ بعدما لقي شيئا من طمأنينة وأمان، ليقول .. "بابا .. بدي شيكل " وقد احمر وجهُ الصغير خجلاً، وهنا توقفت الكلمات وسادت العبراتُ وجه الأب الذي لا يملك طلب ابنه الصغير، ليجلس الأب بعيداً عن أطفاله الصغار وهو يداري في دموعه الغزيرة، وهو لا يملك لهم شيئاً. عائلة شاهين والتي تسكن بمخيم السلاطين شمال قطاع غزة تعيش أوضاعاً صعبة للغاية، بعدما استشرى المرض برب العائلة، والمعيل الوحيد لهم، وأصبح عاجزاً عن تلبية أساسيات البيت من مأكل وملبس. [title]حكاية مريرة[/title] تقول زوجته التي حاولت أن تخفف من معاناة زوجها بعدما امتزج مرضه مع فقره الذي فاقهم وضع العائلة: زوجي مريض منذ فترة طويلة، وعاجز عن تلبية أبسط احتياجات البيت من مأكل وملبس، ويتوارى بعيداً عن أعين صغاره كي لا يطلبوا منه شيئا وهو لا يملكه. وأثناء حديثها قمنا بفتح الثلاجة التي تبرعت بها إحدى الجمعيات الخيرية في رمضان الماضي، لنجد بعضاً من كسر الخبز اليابسة التي لا تغني ولا تسمن من جوع. وتضيف الأم الحامل بطفلها الخامس: أقسم لكم أن طعام اليوم كنا لا نملكه، وقد طلبنا من جيراننا بعضا من الخبز لنسد جوع الأطفال الأربعة، فهم يرون أصدقاءهم يشترون ويلبسون ويتحسرون على أنفسهم. أما يوسف "31عاما" فقد بدأ في الكشف عن قدمه، على الرغم من أننا طلبنا عدم الكشف لبشاعة الصورة، لكنه أصر على ذلك، قائلا: لكي يصدق الجميع كيف أعاني من هذه التقرحات التي حوّلت حياتي إلى جحيم، وأنا أعيش على المسكنات التي تخفف بعضاً من الآلام التي اجتاحت جسدي. وأضاف الأبُ المريض: حُلمي أن أرى أطفالي يلعبون ويمرحون مثلهم مثل أقرانهم، يشترون بعض ما يشتهون مما يحمله الآخرون، فأنا عاجز عن العمل، ولا أستطيع مزاولة أي مهنة تحتاج جهداً كبيراً. [title]التشخيص الطبي[/title] وحسب تقرير الصحة الفلسطينية فإن يوسف يعاني من قصور مزمن بالدورة الدموية الوريدية نتيجة لوجود جلطات وريدية بالساقين، وبالفحص الطبي تبين وجود قصور مزمن بالدورة الدموية الوريدية مع تكلس في الجلد وانتفاخ في الساقين مع وجود قرحة وريدية صغيرة بالساق اليمنى ووجود تقرحات كبيرة وعميقة في الساق اليسرى. والمريض بحاجة لعلاج مكثف لعلاج التقرحات ويلزمه لبس شراب طبي باستمرار مع غيارات مستمرة وعدم الوقوف على الساقين لفترات طويلة . [title]مناشدة[/title] وبين يوسف في ختام حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أنه يتوسم الخير في المعنيين، بأن يساعدوه على فتح مشروع يساعده في العيش بكرامة، لكي يلبي احتياجات بيته، بعدما أتعبه المرض وأصبح قعيد البيت، وتسللت إليه الهموم والأحزان بفعل المرض. وتناشد العائلة الفقيرة كافة المسئولين والجمعيات والمؤسسات وأهل الخير، النظر إليهم بحالة العطف، ومساعدتهم في ظل عجز الأب عن العمل، وعدم وجود مصدر دخل، وتوفير مصدر دخل أو مشروع يستطيعون من خلال مواصلة حياتهم، واستمرار أبناء على مقاعد الدراسة، وتجاوز الأزمة التي أثرت بشكل سلبي على كافة مناحي حياتهم. للتواصل مع العائلة ومساعدتها الاتصال على رقم الموقع جوال (محلي) : 265310 0598 جوال (دولي) : 265310 598 972+ [img=042013/view_1366783295.jpg]تقرير طبي بحالة الأب[/img] [img=042013/view_1366783300.jpg]هوية الأب[/img] [img=042013/view_1366783305.jpg]الأب[/img] [img=042013/view_1366783311.jpg]الأب مع أطفاله[/img]