27.79°القدس
27.55°رام الله
26.64°الخليل
30.5°غزة
27.79° القدس
رام الله27.55°
الخليل26.64°
غزة30.5°
الأحد 06 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.34

خبر: "عرابي" الاعتصامي ضد م.ت.ف واليسار

في باحة مركز شرطة رام الله، جلس جمال عرابي (55) عاما تتدلى من رقبته مجموعة من اللوحات الكرتونية التي خط عليها شعارات تنتقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومؤسسات أخرى في السلطة الوطنية. وأحيانا يتعمد عرابي، رفع صوته منددا بالفساد والمفسدين، ولا يثير ذلك حفيظة رجال الشرطة في المكان، الذين أصبحوا يعرفون عرابي، معرفة وثيقة، فمنذ ان بدأ منذ شهر أيلول الماضي، سلسلة احتجاجات، أصبح "الزائر" الدائم لمركز الشرطة، وإن كانت زيارات لا تتم بإرادته. متنقلا بشكل شبه يومي بين المكان الذي يحدده للاعتصام ومركز الشرطة، وكأن لسان حاله "نيل الرضا" على طريقة المطرب الراحل محمد عبد المطلب الذي كان يعد محبوبته بالتنقل بين حيىّ السيدة والحسين القاهريين، مرتين في اليوم لنيل رضاها. ويطالب عرابي، بحقه في بطاقة هوية ليظل في وطنه، وبالعلاج، وبوظيفة، بعد اقامته أكثر من 35 عاما في الخارج، مناضلا في صفوف أحد فصائل منظمة التحرير. وتمكن عرابي، في وقت سابق، من مقابلة رئيس السلطة محمود عباس، لمدة ربع ساعة، بعد ان اعترض موكبه رافعا شعار: "ما قيمة سلطة بدون سيادة"، ورغم ان المقابلة كانت ودية، كما يقول عرابي، وان رئيس السلطة أصدر تعليماته للجهات المسؤولة لحل مشكلته، إلا ان الامور راوحت مكانها. وعرابي، مؤسس تنظيم (باطن الأرض)، الذي انطلق من مخيم الجلزون، بعد الاحتلال الاسرائيلي لما تبقى من الاراضي الفلسطينية عام 1967، وتعرض للاعتقال، قبل الخروج من الأرض المحتلة لمواصلة النضال في صفوف فصيل يساري كان يطرح شعارات راديكالية. حكاية عرابي، مع الاعتصامات أمام مقار السلطة، كالمقاطعة في رام الله، طويلة، وتنتهي دائما بنقله إلى مركز الشرطة، ويبدو ان تكرار القبض عليه، جعل بينه وبين رجال الشرطة "عيش وملح"، ودالة له على بعضهم، الذين يطلبون له القهوة مثلا ولضيوفه كما حدث معي. يقول عرابي: "اعتصم الان امام مقر منظمة التحرير، مطالبا بان تقوم بواجبها تجاهي، باعتبارها مسؤولة عن جميع ابناء الشعب الفلسطيني، ولكن مسؤولا في المنظمة قال لي، بان التنظيم الذي انتميت اليه، هو المسؤول عني، وبصراحة قيادة هذا التنظيم لم تتعاون معي، ولم تقدم لي أية مساعدة أوّ علاج أوّ وظيفة، ان إقامتي في وطني حق لي، وكذلك حقي في حياة كريمة، ولا اريد ان أُجبر على العودة إلى المنفى مرة أخرى". وطوّر عرابي، من شعاراته، ليرفع مطالب سياسية، منها الدعوة لإقالة أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، وانتخاب بديلا عنهم، ويبرر ذلك، بان الاعضاء جاؤوا بالتعيين وليسوا بالانتخاب، وقال: "كثير من أعضاء التنفيذية عينوا كممثلين عن فصائل تلاشت، وأصبحوا فاسدين ومنتفعين". ورفع عرابي، شعارا موجها إلى قيادة التنظيم الذي ناضل في صفوفه: "لماذا تتخلون عن مناضلين مقابل منافع ذاتية؟"، وشعارا اخر: "انا فلسطيني وليس فلبينيا مثلا، فلماذا تطاردني السلطة؟". وأصبح من المعهود، بعد ان تطلق الشرطة سراح عرابي، يعود إلى المكان الذي يعتصم فيه، وعندما سألت أحد رجال الشرطة ماذا ستفعلون لاحقا: "عندا تتصل معنا الجهة التي يعتصم امامها نذهب لنحضره من جديد". ويبدي عرابي تعاطفا مع رجال الشرطة، قائلا: "انهم مثلنا، يعانون، يجب اسقاط منظومة الفساد". عرابي توجه الاثنين (22-4-2013) الى النائب العام ورفع دعوى ضد رئيس السلطة ابو مازن، والوزير حسين الشيخ، وعبد الرحيم ملوح، نائب الامين العام للجبهة الشعبية، بصفاتهم الوظيفية، مطالبة بإحقاق الحق واعادة الاعتبار له بعد ان أُعتدي عليه. كما يقول.