تستمر معاناة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، لتشمل كافة مناحي حياته الشخصية منها والعامة، وذلك بفعل الحصار الإسرائيلي على القطاع، فبعد أزمة الكهرباء التي لا زالت مستمرة حتى اللحظة، جاءت أزمة غاز الطهي لتدق كل بيت وتراكم ما سبق من أزمات. غاز الطهي الذي يعتبر عنصر أساسي في عصب كل بيت، أصبح حديث الشارع في غزة، لنقصه الشديد في محطات التوزيع، وكثرة الطلب عليه من قبل المنازل والمؤسسات الخاصة والعامة. تجولت[color=red] "فلسطين الآن"[/color] بين المواطنين لتستوضح أكثر حول تأثير هذه الأزمة على حياتهم بكافة أشكالها، فاستطلعت رأي البائع الذي يجد الحرج في التوزيع لنقص الغاز الشديد الذي يحصل عليه، وأخذت رأي المواطن الذي يحاول عمل المستحيل للحصول على "جرة غاز" لتسيير حياته المنزلية برمتها. [b][title][color=red]موزعو الغاز في قلب الأزمة[/color][/title][/b] المواطن محمد أبو مطر وهو أحد موزعي الغاز في مدينة غزة، قال لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "أوضاع الغاز في القطاع صعبة، فأنا كموزع أقف في طابور طويل على المحطة وبالساعات لأخذ حصتي من الغاز وفي النهاية الحصة لا تلبي ثلث الطلبات الموجودة عندي في المحل". وأضاف أبو مطر: "المواطن لا يستطيع تفهم أن حصة الغاز شحيحة جداً علينا ولذلك لا نستطيع سد الحد الأدنى من احتياجاته ولو بجرة غاز، بل يريد أن يتحصل على الجرة ولو بأي ثمن وبأي جهد". أما المواطن أحمد شملخ وهو أيضاً صاحب إحدى مراكز توزيع الغاز في مدينة غزة، قال: "أحيانا نوزع كمية الغاز التي نحصل عليها من المحطة كاملة على المواطنين، ونضطر لاستخدام جرار الغاز الخاصة بمنازلنا لسد الحرج مع أحد الجيران أو الأقارب المقربين منا". واستنكر المواطن شملخ في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] الحال الذي وصل إليه توزيع الغاز في قطاع غزة وشح الحصة على الموزعين. وتساءل: "أين الحكومة من حل هذه الأزمة، لماذا لا يرى المسئول حالنا ونحن نقف بالساعات على المحطة لنحصل على كمية لا تسد رمق حتى من نعطيه جرة غاز". [color=red][b][title]تذمر في الشارع الغزي[/title][/b][/color] وفي حديث [color=red]"فلسطين الآن"[/color] مع المواطنين الساعين للحصول على جرة غاز لكفاية منازلهم، قال المواطن جميل عاصي والذي كان متذمراً بشكل كبير من الأزمة: "الوضع مقزز، تذهب إلى موزع الغاز وبيقلك اليوم وبكرة وبعده، وبعد ما ينشف ريقك بتحصل على جرة مش عارف شو تعمل فيها". وأضاف "إلك الخاطر تحنط الجرة أو تحطها في برواز من كثر فرحتك بالحصول عليها ومن شدة حيرتك وين تركبها على الغاز ولا على الفرن ولا تعطيها لابنك اللي حالتو أصعب منك والغاز مخلص من عنده". أما المواطن أحمد المدلل، فقال: "يا أخي والله أصبحنا نستعمل الحطب، وبيت أخوي بيتسعملوا بابور الكاز لأن الجرة إلها أكثر من شهر عند الموزع ولغاية الآن ما في أي جديد في الموضوع ولم نحصل على جرة تسد ريقنا". وتابع المدلل: " أصبحنا في وضع مزري، الشخص منا يذهب للمحطة أو الموزع بيحس أنو شحاد، وفي النهاية يا ليت على فايدة، لكن على أمل أن تكون في المرة القادمة في جرة بانتظارنا". وناشد المدلل الحكومة وجمعيات الوقود أن تقف على مسئولياتها لحل الأزمة وتوفير عصب الحياة للمواطن الغزي الذي يعيش أزمات في كافة مناحي الحياة من كهرباء وبنزين وسولار لنصل لغاز الطهي، وقال: " مستعدون أن نستغني عن كل ما سبق ذكره إلا الغاز". [color=red][b][title]الاحتلال والسلطة مسئولان[/title][/b][/color] من جانبه حمل مدير عام الهيئة العامة للبترول عبد الناصر مهنا الاحتلال الإسرائيلي وحكومة رام الله المسئولية الكاملة عن أزمة غاز الطهي في القطاع، لافتاً إلى أن كميات الغاز التي يتم تزويد القطاع بها ثابتة ولم تتغير. وأوضح مهنا في تصريح سابق لـ[color=red]" فلسطين الآن"[/color] أن الاحتلال ملزم بتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع باعتبارها منطقة محتلة، مبيناً أن حكومة رام الله لم تمارس ضغوطاً حقيقية على الجانب الإسرائيلي لزيادة كميات غاز الطهي كونها الجهة الرسمية المتعاقدة مع الشركة الإسرائيلية والمخولة بالتواصل معها. وقال رئيس الهيئة العامة للبترول: "الأزمة استمرت مدة لم نتوقعها ومن المفترض أن تكون قد حلت في هذه الأوقات من السنة، إلا أن كميات الواردة للقطاع على ما هي بمعدل 120 طن يومياً وبعجر 130 طن لأن القطاع احتياجه اليومي من غاز الطهي يصل إلى 300 طن". [color=red][b][title]أزمة مفتعلة[/title][/b][/color] واعتبر مهنا أزمة غاز الطهي في القطاع مفتعلة، مبيناً أنها ممارسة ممنهجة ومبرمجة للحصار على القطاع، وقال: "لذلك نحذر ونحمل ما ينتج جراء هذه الأزمة المسئولية لكل من الاحتلال الإسرائيلي وحكومة رام الله، فيجب أن يقوموا بدورهم بتوفير الكميات اللازمة للقطاع من غاز الطهي". تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يحتاج بشكل يومي لـ250-300 طن من غاز الطهي، فيما تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإدخال 150 طن منه فقط، مما يولد أزمات متكررة في القطاع جراء نقص الغاز.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.