19.43°القدس
19.03°رام الله
18.3°الخليل
23.42°غزة
19.43° القدس
رام الله19.03°
الخليل18.3°
غزة23.42°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: نَصْرُ الأُمَّة في عُلُوِّ الهِمَّة (2-2)

وبأصحاب الهمم العالية انتصر عشرون ألفاً من المسلمين يقودهم عبد الله بن سعد بن أبي السرح على مائة وعشرين ألفاً من البيزنطيين يقودهم جريجوريوس سنة 28هـ في معركة سبيطلة في الشمال الأفريقي، وتمكن فيها عبد الله بن الزبير من قتل جريجوريس. وبأصحاب الهمم العالية بنى عقبة بن نافع في ولايته الأولى على المغرب مدينة القيروان سنة 55هـ، وفي ولايته الثانية عزم على فتح المغرب كلها، فجمع أولاده وأهله وقال مودعاً:" إني قد بعت نفسي من الله تعالى، وعزمت على من كفر به حتى أُقتل فيه، وأُلحق به، ولست أدري أتروني بعد يومي هذا أم لا، لأن أملي الموت في سبيل الله"، وانطلق وجنوده مجاهدين في سبيل الله، حتى وصلوا إلى المحيط الأطلسي، فخاضه عقبة بحصانه، ورفع رأسه إلى السماء وقال:" اللهم إنك تعلم أني قد بلغت المجهود، ولو أني أعلم أن خلف هذا البحر بلاداً لخضته، أقاتل في سبيلك، حتى لا يبقى على وجه الأرض من يكفر بك". وأرسل موسى بن نصير طارق بن زياد على رأس سبعة آلاف مجاهد لفتح الأندلس، وعندما علم طارق أن ملك القوط لذريق قد خرج إليه بنحو مائة ألف، بعث إلى موسى يقول:" الغوث الغوث"، فأمده موسى بخمسة آلاف، ورسالة يقول فيها:" لا يهزم اثنا عشر ألفاً من قلة، إذا صبروا وصدقوا"، وتمكن أولو العزم والإيمان والهمم العالية من إلحاق هزيمة ساحقة بجيش القوط الكبير سنة 92هـ في معركة شذونة التي استمرت ثمانية أيام، ولم يكتف المسلمون بهذا النصر العظيم، بل واصلوا اقتحامهم للأندلس، وبدون أن يصلهم مدد جديد، إلى أن تمكنوا بعد نحو سنة من القتال في هذا البلد الكبير المزدحم بالأعداء من فتح العاصمة طليطلة في قلب الأندلس. وبلغت الهمة بوالي الأندلس موسى بن نصير الذي لحق بعد سنة بطارق، والذي بلغ من العمر ستة وسبعين عاماً، أن يكون في مقدمة المقاتلين، وأن لا يقتصر هدفه على فتح الأندلس، بل يعزم على فتح أوروبا والقسطنطينية، ثم يعود من هناك إلى دمشق، وعندما وصلت خطته إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك خاف على المسلمين وأمره بالتوقف. وبعلو الهمة انتصر خمسة عشر ألفاً من المؤمنين نصراً مبيناً على ثلاثمائة ألف من الروم يقودهم الملك رومانوس، في معركة ملاذكرد سنة 463هـ بعد أن تبايعوا مع قائدهم السلطان السلجوقي ألب أرسلان على الموت في سبيل الله، وقد أُسر الملك، وحرر المسلمون به جميع أسراهم. وبعلو الهمة حرر نور الدين محمود بن زنكي معظم الشام وفلسطين من الاحتلال الصليبي، فكان إذا حضر الحرب أخذ قوسين و تركشين و باشر القتال بنفسه، وكان يقول: "طالما تعرضت للشهادة فلم أدركها"، وبعد نجاته بأعجوبة من معركة البقيعة سنة 558هـ التي استشهد فيها كثير من المسلمين بسبب مفاجأة الصليبيين لهم، قال: " والله لا أستظل بسقف حتى آخذ بثأري وثأر الإسلام"، وعرض الصليبيون عليه الصلح فرفض، وكان انتقامه منهم رهيباً في معركة حارم في11 اغسطس1164م، إذ قتل منهم عشرة آلاف وأسر عشرة آلاف أو أكثر، وكان بين الأسرى عدد من كبار أمرائهم وقادتهم. وبعلو الهمة انتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين الفاصلة، وواصل القتال حتى حرر القدس من الصليبيين سنة 583هـ ، ولم يكتف بهذا الإنجاز الكبير، بل سار إلى سواحل الشام لتطهيرها، وروى المؤرخ المرافق لصلاح الدين ابن شداد أنه سأله أثناء حصاره لعكا عن سبب وجومه، فقال معبراً عن همة في القمة:" في نفسي أنه متى يسر الله تعالى فتح بقية السواحل قسمت البلاد، وأوصيتُ وودعتُ، وركبتُ هذا البحر إلى جزائرهم، أتبعهم فيها حتى لا أُبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت". وبعلو الهمة قابل حاكم مصر قطز تهديد المغول الذين اجتاحوا العالم، واحتلوا بغداد والشام، وعزموا على احتلال مصر، فقال لأمرائها ووجهائها عندما أشاروا عليه بالهروب من وجههم:" والله لو لم أجد من أقاتلهم به إلا نفسي لقاتلتهم بنفسي"، فعلت هممهم، وقرروا الخروج معه للقتال، وكان النصر الساحق على المغول في عين جالوت سنة 658هـ، وكان التحرير لفلسطين بعد خمسة أشهر فقط من احتلال المغول لها. وعلى درب الأجداد سار الأحفاد في فلسطين، فبعلو الهمة تمكن المجاهدون من إلقاء الرعب في قلوب اليهود بعملياتهم الاستشهادية، وبعلو الهمة تمكن المحاصَرون في غزة وبطرق بدائية من صنع صواريخ متطورة دكت قلب الكيان الصهيوني، وبعلو الهمة استطاع المجاهدون خرق الأرض وخطف الجنود وتحرير معظم الأسرى, وبعلو الهمة نجح المجاهدون في إفشال حربين كبيرتين مدمرتين شنهما الصهاينة على غزة الأبية ذات الهمة العلية. وكلنا يقين بأن همة المؤمنين ستبقى قوية لا تلين حتى تحرير كل فلسطين.