كثّفت شرطة المرور في قطاع غزة حملاتها التوعوية والأمنية لضبط حركة المرور في القطاع، في ظل ازدياد حوادث السير ووقوع عدد من الضحايا، حيث شهد شهر يناير/كانون الثاني وفاة ثمانية عشرة مواطناً في أعلى نسبة وفيات في شهر واحد خلال سنوات. ويرجع السائق محمد الفرا (25 عاما) كثرة الحوادث إلى عدم صلاحية بعض الطرق، وحاجتها إلى التأهيل، لافتًا إلى الاستهتار في قيادة السيارات ممن هم دون السن القانوني وغير المؤهلين. ويضيف في حديثه لـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] "هناك سبب مهم الكل يقع فيه، الواحد لما ياخد الرخصة بيكون لا يفقه في القيادة إلا 10 % فقط، كون أن الرخصة تعطيك الأساسيات بس، والقيادة ممارسة والرخصة فيها تساهل عنا، وأي واحد ممكن ياخدها". أما السائق الأربعيني عمر الشاويش فيعبر عن ضجره من الزحمة ويقول: "السيارات كتيرة والتجار بيجيبوا ملايين السيارات من الأنفاق (..) ياراجل صارت السيارات أكتر من عدد السكان". ويعتبر المواطن مهدي البواب (30 عاماً) أن هذه الحوادث شيء طبيعي، فغزة بها أكبر نسبة كثافة سكانية بالعالم متواجدين في مساحة ضيقة، بالإضافة إلى عدد السيارات والدرجات النارية الهائل. [title]السرعة الزائدة[/title] من جانبه، أكد مدير عام الإدارة العامة للهندسة والسلامة المرورية معين قويدر أن السبب الرئيس في الحوادث يعود إلى السرعة الزائدة للسائقين، وعدم التقيد بقوانين السير المتعارف عليها. ويضيف لـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] "البنية المرورية في قطاع غزة لا تساعد في ايجاد سياقة آمنة على الطريق، مشيرًا إلى أن معظم ممرات المشاة مشغولة من قبل المحلات لعرض بضائعهم، مما يؤدي إلى تشويش في حركة السير، بالإضافة إلى إستهتار بعض المواطنين في عملية تحميل وإنزال السائقين". وحول إيجاد حلول لهذه المشكلة قال قويدر: "كوزارة نقل ومواصلات نقوم بالتعاون مع شرطة المرور بتسير حالات السير في ساعات الذروة، وكذلك تزويد البلديات بإشارات المرورية اللازمة للمناطق ذات الأولوية، بالإضافة إلى تشكيل دوريات للسلامة على الطريق، كما نقوم بحملات توعوية ومشاريع للاستهداف الجميع". وبينَّ قويدر أن وزارته تستهدف المدراس والمؤسسات النسوية من ناحية توعوية، منوهاً إلى عزمهم إقامة "المخيم المروري" في الصيف الذي يستهدف 150 طالباً، حيث سيكون مخيم أسبوعي في كل محافظة. [title]يوم المرور[/title] وتواصل وزارة النقل والمواصلات استعداداتها لإحياء فعاليات يوم المرور العالمي، حيث أطلقت حملة إعلامية واسعة الانتشار من خلال تعليق اليافطات والبوسترات واللافتات في الشوارع الرئيسة في قطاع غزة، وذلك تمهيداً لبدء فعاليات يوم المرور. وفي سياق متصل، تزامنت الحملة المرورية مع حملة حكومية من أجل افتتاح واستصلاح عدد كبير من الشوارع الرئيسة والمهمة في قطاع غزة، يرى متابعون أنها يمكن أن تسهم في حل أزمة الاكتظاظ المروري في غزة. وتبقى مشكلة حوادث السير في قطاع غزة مشكلة متعددة الأوجه تتطلب توحيد الجهود لحلها بأقل الخسائر الممكنة، وإلا فإن هناك تحذيرات من تفاقمها في حال لم توجد لها حلول عملية سريعة.