عندما أحس طالب الدكتوراه - الفلسطيني الأصل- في إحدى جامعات بريطانيا بألم شديد في أسنانه, ويلزمه عمل "جسر للطواحين" ذهب للعيادة الطبية في كلية طب الأسنان بجامعته, فهي تقوم بهذا العمل لطلابها مجاناً. مسافة الطريق من بيته للجامعة ساعة كاملة بالقطار, ذهب للمرة الأولى لإجراء الفحوصات, والمرة الثانية لأخذ المقاسات, والمرة الثالثة لمزيد من الاجراءات, شعر الطالب بالملل في المرة الرابعة فهو على موعد هذه المرة لتحديد موعد العملية وإجراء التعديلات النهائية . سأل الموظفة العاملة في عيادة الأسنان التابعة للجامعة عن الأمور, فقالت له: المقاس غير موجود, ويجب عمل مقاس مرة أخرى؟!! نظر إليها الطالب قائلاً: ولكني أتيت أربع مرات للعيادة, والطريق تأخذ معي ساعة كاملة في القطار, وأنا انسان مشغول ..... قالت له: هذا ما أقوله لك, يجب أن تعود لعمل الإجراءات من جديد, وإن لم يعجبك "بلاش" – فسروها كيف ما تفسروها بالإنجليزي يا جماعة -, أو لتقم بإجراء المقاسات وعمل المناسب خارجاً على حسابك. خاطبت الموظفة طالب الدكتوراه بأسلوب غير مؤدب, نظر إليها الطالب وقال شكراً ... وخرج. أرسل الطالب عبر الايميل شكوى لكل من عميد كلية الطب, والبروفيسور المسئول عن عيادة الأسنان, وكل المسئولين بما حصل معه. في غضون دقائق, بدأت رسائل الاعتذار تنهال على إيميل الطالب, اتصل عليه بروفيسور عيادة الأسنان, وأبلغه اعتذاره شخصياً, ووعده بفتح تحقيق فيما حصل, وبعد ساعة اتصل عليه, قائلاً: لقد وجدنا المقاسات, وأرغب بالقيام بعملية الأسنان لك بنفسي لو سمحت, وآسفون لما حصل. هم يعلمون أنهم يخاطبون إنساناً, طالباً يدرس في جامعتهم, غداً يحمل اسمها معه. ماذا لو حصلت هذه القصة في بلادنا .....هل سيلقى رداً على إيميله؟, وإن وَجَدْ... هل ستشكل لجنة تحقيق؟, وإن شُكِّلَتْ... هل ستخرج النتائج؟ وإن خَرَجَت ...هل ستنفذ العملية؟ وإن نُفِّذَتْ ... متى ؟ أخذ الغرب أخلاقنا بلا إسلام, وعرفوا ما قيمة الانسان, واستثمروا فيه, - بالمناسبة شعار هذه الجامعة- "نحن نستثمر بطلابنا ليكونوا الأفضل", الاستثمار بالبشر, إعطائهم الأهمية والحرية, الاستماع لآرائهم. هذه أخلاق ديننا الاسلامي, أخذها الغرب وحَكَمُونَا بها.... وحُقَّ لهم ذلك, وسنبقى تبعاً لهم ما دُمْنَا نضيِّع قِيَمِنَا وأخلاقِنَا؟!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.