الأهم من كل ذلك هو أن اليونان دولة أوروبية، والموقف الأوروبي هو الانحياز إلى (إسرائيل) ، وأوروبا ومنها اليونان ترى أن الاحتلال محق في ما يقوم به من حصار على قطاع غزة وترى في الحصار أمراً مشرعاً لا يخالف القانون الدولي لأنه يخدم مصالح إسرائيل، لذلك الموقف اليونان هو موقف مؤيد ومساند للموقف الإسرائيلي ولا غرابة أن تقدم اليونان على ما أقدمت عليه. منع اليونان لا يعني نهاية المطاف لأسطول الحرية الثاني، بل من الواضح أن هناك إرادة لدى المنظمين لهذا الأسطول في المضي قدما نحو الإبحار نحو قطاع غزة رغم دموية التهديدات الإسرائيلية ورغم محاولات أمريكا وغيرها من الدول المساندة والمؤيدة (لإسرائيل) في عرقلة ومنع هذا الأسطول من الوصول إلى قطاع غزة حتى يتم كسر الحصار عن القطاع، ونعتقد أن المتضامنين سيجدون ما يمكنهم من الإبحار ومحاولة الوصول إلى قطاع غزة. ولكن؛ لماذا هذا اللوم على اليونان وهي الدولة الأوروبية المساندة (لإسرائيل) والمؤيدة لمواقفها، حتى لو كانت على حساب الحقوق الفلسطينية؟، وهناك قرار عربي متخذ على مستوى الجامعة العربية قبل نحو أربع سنوات لكسر الحصار عن قطاع غزة، ماذا فعلت هذه الدول منذ ذلك القرار وحتى اليوم؟، الحقيقة أنها لم تفعل ما يمكن أن يساعد على كسر الحصار بل شارك البعض منها في هذا الحصار، ولا تزال هذه الدول تمنع فتح معبر رفح الذي يشكل أول معول في هدم الحصار، والذي استبشرنا خيراً بالثورة المصرية بأن تتمكن من فتح المعبر؛ ولكن مع الأسف لا تزال هذه الثورة تحبو ولا تقدر في كثير من الأماكن أن تحقق أهدافها. نتمنى أن تكتمل العافية للثورة المصرية، لأن هذه العافية هي القادرة على تحقيق أهداف الثورة والتي من أهدافها رفع الحصار عن قطاع غزة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، الأمر الذي سيوفر علينا جهدا كبيرا وسيجنب المتضامنين مع قطاع غزة الإرهاب الصهيوني وإرهاب الدولة الممارس من خلال القرصنة والقتل والإرهاب الذي تقوم به قوات الاحتلال لمنع أي محاولة لكسر الحصار عبر البحر. نتمنى على المتضامنين في أسطول الحرية الثاني المضي قدماً، وأن لا تتوقف إرادتهم عند المنع اليوناني أو عند التهديدات الإسرائيلية، بل الأهداف النبيلة بحاجة إلى إرادة قوية وتحدي كل الصعوبات ونعتقد أن هذا بات متوفراً لدى المتضامنين ولن ترهبهم هذه الإجراءات ولا تلك التهديدات وسيحاولون الوصل إلى قطاع غزة، وهذا بحد ذاته يشكل نجاحاً وتحدياً حتى لو لم يكتب لهم النجاح في الوصول.