18.34°القدس
18.06°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.34° القدس
رام الله18.06°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: العن حماس وصفق لإسرائيل تكن وطنيًا

نعيش الآن زمن المسخ، حيث تنشط ماكينة جبارة في الحفر عميقا داخل ذاكرة المصريين ووجدانهم لتثبيت معايير جديدة لوطنية جديدة (فاسدة) تقوم على جهل بالتاريخ وتحلل من القيم واستغراق في البذاءة والابتزاز. ومن معايير الوطنية الجديدة الفاسدة أن تكون عنصرا نشطا في "مشتمة" مفتوحة على مدى 24 ساعة يوميا، فالوطني النموذجي وفقا لمعايير هذه الأيام التعيسة أن يلعن القضية الفلسطينية، ويعادى مقاومتها (حماس) ويتمنى لو أن "إسرائيل" صبت جام إرهابها ووحشيتها على الفلسطينيين في غزة. أما الثوري النموذجي بالمعايير ذاتها فهو من يشتم رئيس الجمهورية قبل الأكل وبعده بفاحش العبارات، ويتهم كل من يؤيد الحوار بالكلمات وليس اللكمات بـ "التأخون" و"الأخونة"، ويعتبر كل المعترضين على المحرقة السياسية والأخلاقية المنصوبة قطيعا من «الخرفان».. ويحرض الجيش على الانقلاب، وإذا رفضت المؤسسة العسكرية هذه الدعوات المجنونة لإشعال الجحيم فإنها تصبح في دائرة الاتهام، وتأخذ نصيبها من السخائم والشتائم. ومن عجب أن هذا النزق الثوري الجديد لم يعد مقتصرا على مجموعات شبابية غاضبة تشبعت بمنتجات آلة الدعاية السوداء حتى النخاع، بل دخل حلبة الابتزاز شخصيات عامة من أكاديميين وقانونيين ومثقفين وإعلاميين كنا نظنهم كبارا، لكنهم نافسوا بقوة في هذا المضمار حتى تناهوا في الصغر وهبطوا إلى قاع الإسفاف في الممارسة السياسية والخطاب الإعلامي. إن أحدا لم يقل إن من يحكمنا رئيس نموذجي كامل الأوصاف، كما أن أحدا لا يصادر على الحق في انتقاده والهتاف ضده، بل والسعي إلى تغييره، غير أن الخلاف، كل الخلاف، يتركز في وسائل التغيير وفرض البديل.. فإذا قلت إن الرجل جاء من خلال عملية سياسية شهد الكل بسلامتها (باستثناء ذلك اللمبي الهارب وأصدقائه الذين يزورونه خفية)، ومن ثم كما جاء بالسياسة يذهب بالسياسة، إذا قلت ذلك فأنت خلية نائمة أو "متأخون" أو "متخرفن" حديثا. وفى هذا المناخ الهيستيرى من الطبيعي أن تبتذل المعارضة إلى الحد الذى يختزلها إلى توليفة من الشتائم والإيفيهات المكررة لدرجة الملل، والمونولوجات المضحكة حتى الأسى على بؤس السياسة في مصر. وطبيعي والأمر على هذا النحو المخجل أن تقرأ تعليقا على فضيحة "المقلاع" في صحيفة ثورية (بمعايير الثورية المستحدثة) يقول فيه نصا: "نفسى إسرائيل تقوم تدك غزة بالصواريخ علشان يكونوا عبرة عاللى عملوه في مصر بمعاونة الخرفان". هذا التعليق الكارثي أصاب مصريا يعيش في ألمانيا هو الصديق مجدى الجوهري بصدمة أقرب إلى الصعقة فأرسل لي يقول وأتتبع بدقة وتمعن ما يحدث من تغيرات جذرية في الشارع وفى العقل المصري ومن تخريفات ومراهقات سياسية ومن انهيار للقيم وبالذات فيما يعتقد البعض أنه نوع من الصراع السياسي. كل هذا كوم وأن أفاجأ (بل أصعق) اليوم بـ"مواطن" يطالب في تعليق على مقالة في المصري اليوم إسرائيل بأن "تدك غزة بالصواريخ علشان يكونوا عبرة عاللى عملوه فى مصر بمعاونة الخرفان" ده كوم تاني. ويضيف: "ما يحدث اليوم في مصر شيء مخجل للغاية ولن يؤدى إلى بناء مدرسة أو مستشفى أو محطة تكرير مياه واحدة في مصر بل إلى المزيد من الجهل والفقر والمرض. يا عقلاء الوطن أوصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ التاريخ لن يرحم". صديقي مجدى لا تحزن فقد أوشك مخزون القبح والإسفاف على النفاد.. ولن يصح إلا الصحيح.