18.34°القدس
18.06°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.34° القدس
رام الله18.06°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: راحة تمنع التقدم

عباس لا يملك العودة إلى غزة، وهو ليس راغبًا فيها، لأنه لا يملك القدرة على التعايش مع أعمال المقاومة التي لن تستأذنه فيما تقرر فعله. غزة مع كتائب القسام، وسرايا القدس، وغيرهما، ومع انتشار السلاح (وجع راس) كبير لعباس، لذا فإن عباس يتخلص من وجع الراس بحسب تسميته باستبقاء الانقسام، وتعليق المصالحة كلما سنحت فرصة لذلك. عباس يدرك أن غزة خرجت من قبضة التنسيق الأمني، وخرجت من مفهومه للطاعة، وللسلاح الشرعي، وهو يدرك أن (إسرائيل) التي شنت حربين على غزة في ثلاثة أعوام تدرك أن غزة باتت مشكلة لها وللعالم ولا مجال لإخضاع غزة بالحرب، فكل الحروب فشلت في اخضاع غزة وكسر شوكة المقاومة فيها، ولم يعد أمام حكومة الاحتلال إلا أمر من أمرين، إما أن تترك غزة وشأنها مع إدارة حذرة للصراع بحسب تطورات الميدان، وإما أن تدخل في حرب إبادة لغزة وهذا حل لا تستطيعه ، وسيكون ثمنه زوال (إسرائيل) وانهيارها. عباس يدرك الواقع، ويدرك الوقائع القائمة في غزة، ويدرك أن (إسرائيل) ستتعامل معه كشريك كامل في المفاوضات بدون غزة حين تحب ذلك، لأن غزة مشكلة لهما كطرفين يحلمان بتسوية مقبولة لهما، والتسوية المقبولة للطرفين لن تأتي، لأنه لا تسوية بين الذئب والحمل. إن ما نقوله عن ارتياح عباس للحال القائمة الآن لا نقصد به الإساءة إليه أو لغيره، ولكن نقصد به وصف الحالة بعد مضي سنوات من المفاوضات الماراثونية حول المصالحة وتوحيد البيت الفلسطيني، وانتهاء الأمر إلى لا شيء، لذا يجدر بالطرفين البحث عن آليات إدارة واقع في ضوء ما طرحه اللواء عمر سليمان يومًا على الطرفين إلى أن تصبح الظروف المناسبة للتوحد على مشروع سياسي واحد يجمع الاطراف، وهذا التوحد قادم لا محالة في وقت قريب لان محمود عباس نفسه سينعى قريبا للشعب العربي مشروع المفاوضات مرغمًا. لماذا لا تتقدم ملفات المصالحة إلى الأمام؟! الجواب الفصل في هذا يقول لأن محمود عباس مرتاح لحالة الانقسام. وهو في الوقت نفسه يستخدمه لمحاصرة غزة وتشويه حركة "حماس" ومحاصرتها عربيًا وإقليميًا ودوليًا بعد أن فشل في اخضاعها داخليًا. حالة الانقسام مريحة لمحمود عباس ووجه الراحة في ذلك انه لا يملك العودة إلى غزة المسكونة بمقاومة متجذرة في الميادين كافة، وتملك أسلحة متنوعة، ولا يملك هو شرعية قمعها، أو القدرة على التحكم في سلاحها وفي مجنديها. لقد اعتادت حكومة الاحتلال على تحميل المسؤولية عن الصواريخ وأعمال المقاومة التي تنطلق من غزة إلى من يحكم غزة، فهي تحمل عباس الآن مسؤولية كل صاروخ أو قذيفة هاون، وإذا عاد محمود عباس إلى غزة حاكمًا ومسؤولاً فسيحمل هذه المسؤولية، فكيف له أن يتحمل مسؤولية ما يكره، ويكون في الوقت نفسه شريكًا مفاوضًا. الأمران لا يستقيمان البته، وهو لا يملك حلاً آخر للمقاومة في غزة التي تمردت على الاخضاع وعلى القمع.