18.34°القدس
18.06°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.34° القدس
رام الله18.06°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: كلنا سلفيون

محاولات التشويه التي تجري عبر وسائل الإعلام للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة لم تنته بعد وكلما خبت نار أوقدوا أخرى بهدف النيل من الحكومة وحركة حماس، ولعل القارئ المتابع ليس اليوم؛ بل منذ تولي الحكومة مسئوليتها وزاد الأمر بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية والذي عرف بالحسم العسكري وجرى الحديث ولازال عن إمارة إسلامية، الطلبنة نسبة إلى طالبان أفغانستان، فرض النظام الإسلامي أو اسلمة غزة، تضييق الحريات العامة ، السلفيين، سلسلة لا تنتهي طالما أن هناك عمل يخالف البعض ولا يتفق مع هواه أو معتقداته الفكرية أو ميوله السياسية فيعمل على تضخيم الأمور وتسليط بؤرة المجهر عليها وتشكيل مجموعات ردح عبر الإعلام سواء المحلي أو الغربي أو العربي أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بهدف خلق حالة رأي عام من خلال التضخيم والتهويل الذي لا يخلو من الكذب. الشعب الفلسطيني شعب مسلم سني سلفي محافظ في غالبيته وهذا لا يعني عدم وجود فرق ومذاهب داخل المجتمع تخالف المجموع العام أي ما يطلق عليه الأغلبية بالمفهوم الدارج، والمشكلة أن هذه الأقلية تعتبر أن أي عمل للحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني وتركيبته العقدية أو الأخلاقية أو هويته الثقافية هو تعد على الحريات العامة علما بأن كثيرا مما يجري يكاد يكون مطلبا جماهيريا وإن شاب التنفيذ بعض الأخطاء والقرارات العشوائية، فعلى الرغم من أن الهدف نبيل وأخلاقي إلا أن طريقة المعالجة لم تكن سليمة والتي كان آخرها البنطال الساحل وغيرها من الأخلاقيات والسلوكيات التي ظهرت في القطاع والتي لم تتوافق مع أخلاق وثقافة شعبنا وتجاوزت حدود الفهم للذوق العام. اليوم يجري الحديث عن السلفية الجهادية وإن كانت تسمية غير دقيقة لأن الشعب الفلسطيني في جله مجاهد وجهادي ، وليكن اللفظ كما هو السلفية الجهادية أسوة أو تشبها بما يطلق من وصف على بعض المجموعات الإسلامية التي تعمل في الساحة الدولية وإن كان هناك اختلاف بين سلفية فلسطين والسلفية التي تتواجد خارج فلسطين وهنا يأتي الخلط، ويستغل الأمر في تصوير الحالة كأنها صراع قائم بين حماس السلفية وحكومتها وبين السلفيين في قطاع غزة والتي شاب العلاقة فيها بعض التوترات والخلافات. اليوم هناك محاولات من قبل وسائل الإعلام مرة أخرى لإثارة نعرات هي غريبة عن قطاع غزة ومحاولة تضخيم قضية السلفية الجهادية في محاولة لدق الأسافين أو التصيد في حالة الخلاف أو الاختلاف، وربما ما سمعته اليوم عبر ما نشر على السنة السلفية الجهادية إن صحت التسمية من إمكانية جسر هوة الخلافات بين الحكومة وحماس وبين هذه المجموعات عبر الحوار، علما أن حماس لم تغلق باب الحوار وكذلك الحكومة والشهود على ذلك كثر. الحوار سيد الموقف والإقناع الفكري باب يجب أن لا يغلق والتوافق على كيفية ترتيب بيت المقاومة مسالة في غاية الأهمية وهذا يحتاج إلى أن نسأل الأخوة فيما يسمى بالسلفية الجهادية كم فريق انتم ؟ هذه الفرق هل هي موحدة في الفكر وفي الهدف ويمكن أن تجمع نفسها في إطار موحد تحت نفس المسمى الذي يرق لهم تسمية أنفسهم به ( السلفية الجهادية) لو كان الأمر كذلك لا اعتقد أن الحكومة وحماس لن تتحاور مع هذه التوليفية من أجل مصلحة الدين أولا والوطن ثانيا والشعب ثالثا، على أن يكون هذا الحوار بعقلية متفتحة تحسن تقدير المصلحة العامة. أدعو الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة وحركة حماس أن تستجيب لهذه الدعوة الجديدة من قبل من يطلقون على أنفسهم سلفية جهادية وان تجلس معهم وان تحاورهم وان تطرح كافة الأوراق على طاولة النقاش والبحث ليس بهدف الاستقطاب أو الاحتواء؛ ولكن بهدف التوافق على كيفية إدارة المقاومة، والتوافق على كيفية إدارة ومعالجة القضايا المجتمعية بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن من خلال الحوار المعمق والحر والمنفتح ، وعلى أساس أننا جميعا مسلمون وأن الدين الإسلامي دين وسطي لا غلو فيه وان العقل والحوار سيد الموقف لأننا أصحاب مشروع تحرر وأن أمامنا عدو يجب أن نتوحد من اجل مواجهته. مطلوب من الإخوة في السلفية الجهادية إعادة تقييم التجربة وترشيد الفكر والدخول في حوار معمق بعيدا عن التشدد أو المغالاة في الدين على قاعدة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وشيء مِنَ الدُّلْجَةِ).