إذا كان دخلك الشخصي متواضعًا، فمن المؤكد أنك تتمنى لو كان أكثر بشرط أن يكون مجهودك في الحصول عليه أقل.. إذا كانت هذه رغبتك حقًّا فأنت في المكان الصحيح.. أمامك فرصة حقيقية لكنها تتطلب منك في بدايتها بعض الوقت والجهد، إضافةً إلى جهاز كومبيوتر واتصالا بشبكة الانترنت فقط لا غير، ولا تتعجل لتسأل كيف.. فالشرح يتبع: إن العمل عن طريق الإنترنت حقيقة وليس خيالاً، وعلى الرغم من أن عمليات نصب واحتيال كثيرة تمت تحت ذلك المسمى، إلا أن هناك آلاف التجارب الناجحة لأشخاص حصلوا على وظائف مؤقتة أو ثابتة عن طريق الانترنت لقاء أجورٍ مجزية.. فعلى سبيل المثال، وأثناء تصفح محمد أبو دان (30 عامًا) الذي يتقن اللغة الإنجليزية لبعض المواقع الإخبارية الأجنبية، وقع نظره على إعلانٍ لأحد التجار المقيمين في كندا، يطلب فيه رجلاً من أي مكان في العالم يتقن الإنجليزية، يدخل إلى بريده الإلكتروني يوميًّا ولمدة شهر، ويفتح رسائل العملاء ثم ينسخ عناوينهم إلى ملف إكسيل (Excel) وطلباتهم إلى ملف وورد (Word).. ثم يرسلها إليه نهاية كل أسبوع، مع ملاحظة أنه يستلم ما بين 100 - 200 طلبًا أسبوعيًّا.. وقد ذُيّل الإعلان بعبارة مكتوبة بالأحمر (ميزانيتي لهذه الوظيفة 15 دولارًا يوميًّا). لم يصدق أبو دان ردّ صاحب البريد الإلكتروني عندما وصله بالإيجاب، وقد أتمّ شهره كاملاً، ووصله المبلغ لا نقصان فيه عبر إحدى شركات المعاملات المالية. [title]مؤهلات بسيطة..[/title] لو دققنا في الإعلان السابق، لوجدنا أن كل ما طلبه صاحب العمل هو: "شخصٌ يتمتّع ببعض المهارات هي –بعيدًا عن اللغة الإنجليزية- القدرة على التعامل مع كل من البريد الإلكتروني، وبرنامجي الإكسيل والوورد"... فقط! ولكن قد تتساءل: "لماذا رغب صاحب الإعلان السابق (وهو أجنبي) في توظيف رجلٍ عربي يعيش في إحدى دول العالم الثالث؟" إنه حقًّا سؤال مهم، ولكن الإجابة موجودة.. إنه ونظرًا للأزمة الاقتصادية الحالية، فقد لجأ بعض رجال الأعمال في الغرب إلى تصدير المشاريع، على أساس تلقي العروض من مختلف أنحاء العالم، لأسباب: أولاً/ أن العروض التي يقدمها شباب الدول النامية أرخص من تلك التي يقدمها غيرهم من أبناء الدول الغنية. ثانيًا/ أن تلقي العروض من مختلف أنحاء العالم يعطي فرصة أكبر للتنافس من ناحية السعر والخبرة. وقد لوحظ مؤخرًا في قطاع غزة، هروب العديد من الخريجين الجامعيين إلى الطريق الذي سار فيه الش اب أبو دان بعد فقدانهم الأمل في الحصول على وظيفة ضمن تخصصاتهم الجامعية، فوجدوا في الإنترنت بصيص أمل جديد بعيدًا عن إفرازات الحصار من تصفية الاستثمارات الأجنبية، وعدم توافر رأس المال لافتتاح أي مشاريع محلية في غزة، ناهيك عن الواقع السياسي الداخلي غير المستقر مع قلة الموارد الطبيعية والبيئية وإغلاق المعابر التي تمنع نقل الخبرات ودخول مستلزمات التنمية.. [title]اعمل بلا حدود[/title] مؤسسة "اعمل بلا حدود" التي تمتلك العديد من الفروع في نابلس, والقدس, وغزة, و السعودية ودبي إضافة إلى فرعها الرئيس في بريطانيا نموذجٌ آخر. ويضم فرع المؤسسة في غزة أكثر من 28 موظفًا يتقاضون راتبًا دائمًا من خلال عملهم, بينما تتواصل المؤسسة مع شركات في دبي والسعودية والعديد من الدول العربية والأوروبية, وتقوم بعمل التصاميم الإنشائية والهندسية, وبرامج تكنولوجيا المعلومات, والترجمة للوثائق والأوراق القانونية والأدبية, ودراسة جدوى مشاريع اقتصادية داخل غزة تشرف عليها شركات خارجية. التقينا م. خالد أبو سمرة مدير فرغ غزة التنفيذي للمؤسسة، الذي قال: "إن مجال الانترنت فتح الحدود, وأصبح بإمكان أي شخص موجود في غزة يمتلك اشتراك انترنت أن يجد عملاً في أي مكان في العالم". تأهيل الكوادر.. أهم المطلوب من مؤسسات القطاع الخاص والعام اليوم، تطوير وتأهيل الكادر الفلسطيني من خلال تدريبه بشكلٍ يتلاءم مع متطلبات الوظائف في الشركات الخارجية, فالشركات لا تطلب الموظف المبتدئ, وكذلك يقع دور كبير على الجامعات لرفع المستوى الأكاديمي للطلاب. كان هذا رأي البروفيسور محمد مقداد أستاذ التنمية الاقتصادية في الجامعة الإسلامية، الذي أكمل: "مشاريع العمل عبر الإنترنت لا تصلح لكافة مجالات العمل, وإنما لمجالات محددة يمكن إرسال مخرجاتها عن طريق الإنترنت"، مؤكدًا أن هذه المشاريع وعلى صعيد الأفراد توفر فرصة عمل للفرد وراتبًا مجديًا وطبيعيًّا، أما على صعيد المؤسسة المشغلة "فتستطيع توفير فرص عمل للشباب، لكنها تأخذ جزءًا من العائد مقابل كل عمل". وعلى صعيد الاقتصاد الوطني أضاف مقداد: "يمكن لهذه الفكرة إذا توسعت وانتشرت, أن تؤدي دورًا في رفع الاقتصاد الوطني". [title]تحديات وشروط![/title] ولكن هل العمل عن طريق الإنترنت بالنسبة للفرد مفروشٌ بالورود؟ لا.. فهناك العديد من التحديات التي قد يواجهها الخائض في هذا المجال مع بداية التحول للعمل الحر هناك؛ أولها: "أنه قد لا يتقاضى الأجر المتفق عليه سابقًا، كما أنه قد يجد صعوبةً في إيجاد العمل المناسب له عبر الإنترنت أصلاً لاختلاف متطلبات سوق العمل في الخارج عنها في قطاع غزة، ناهيك عن عدم توفر ما يتوفر للموظف الحكومي من تأمينات صحية وإجازات، وتعرضه للتعامل مع بعض العملاء من ذوي الطباع السيئة دون وجود حكم عادل بينه وبينهم. ولكن.. هذا لا يعني أن الفكرة لا تستحق التجربة، بل على العكس بشرط أن تكون مستعدًا ومتوقعًا لما يمكن أن يواجهك ببعض المواصفات الواجب عليك تنميتها بداخلك: "القيادة، والعملية، إضافةً إلى امتلاكك مهارات الاتصال، وتحملك لضغوطات العمل، وحسن التعامل مع الآخرين، وحب تعلم كل جديد، عوضًا عن مهارات إدارة الوقت، والعقل المنفتح تجاه المخاطر الإلكترونية.. وليس أخيرًا "الصبر.. ثم الصبر.. ثم الصبر". [title]مجالات شديدة الرواج![/title] ما يقارب 200 مجال عمل يوفره الإنترنت لمختلف التخصصات الجامعية، ولكن أهمها وأكثرها رواجًا وربحًا هي التالي ذكرها: 1. البرمجة: وهي أكثر المجالات شيوعًا على الإطلاق، وتشمل كل لغات البرمجة التي يدرسها طلبة الهندسة أو محبُّو البرمجة. يجدر القول بأن كل لغات البرمجة تقريبًا قابلة للتعلم الذاتي عن طريق دروس مدعمة بالصور والفيديو لتعليم كل لغة برمجة خطوة بخطوة ويمكن إيجادها بسهولة عن طريق محركات البحث مثل (Google) وغيرها. 2. التصميم: ويشمل تصميم المواقع والـ (logos) والـ (banners) والمطبوعات مثل الـ (brochures) والـ (posters) وغيرها. 3. الكتابة: أغلب مشاريع الكتابة تحتاج إلى لغة إنجليزية قوية، ومع ذلك فإن هناك العديد من مشاريع الكتابة التي تتم بلغات أخرى. يمكنك إيجاد مشاريع تتعلق بكتابة محتويات وصفحات المواقع والمدونات أو كتابة مقالات أو إعادة صياغتها، بالإضافة للكتب الالكترونية (e-books) والكتابة التقنية (business writing) وغيرها. 4. الترجمة: وهو مجال رائع لمن يتقنون أكثر من لغة، كما أن هناك مشاريع تتطلب فقط مراجعة دقة الترجمة وليس ترجمة النص بأكمله. 5. المساعد الافتراضي (virtual assistance): وهي وظيفة تماثل المساعد الشخصي الحقيقي ولكن عن طريق الانترنت، يقوم الشخص من خلالها ببعض المهام التي يوكلها إليه صاحب العمل مثل متابعة بريده الالكتروني أو موقعه أو القيام بحجز تذاكر رحلات له وخلافه. 6. إدخال البيانات: وهي من أسهل الوظائف ولكن أكثرها احتياجًا للوقت والصبر، ويفيد فيها كثيرًا أن تكون من سريعي الكتابة على لوحة المفاتيح (الكيبورد).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.