25.57°القدس
25.33°رام الله
24.42°الخليل
27.11°غزة
25.57° القدس
رام الله25.33°
الخليل24.42°
غزة27.11°
الأربعاء 02 يوليو 2025
4.62جنيه إسترليني
4.75دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.96يورو
3.37دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.62
دينار أردني4.75
جنيه مصري0.07
يورو3.96
دولار أمريكي3.37

خبر: (إسرائيل) تدمر "الفاتح 2"

لا جديد في قصف الطيران الصهيوني لمخازن الصواريخ السورية بعيدة المدى ، "فاتح ٢" إيرانية الصنع . ولا جديد في قصف مركز الأبحاث السورية المتقدمة . لا جديد في القصف لأن ما تم قصفه وتدميره كان على قائمة الأهداف الإسرائيلية المستهدفة في سوريا ، قبل الثورة السورية ، وبعد الثورة السورية . الحجة المعلنة دفاع إعلامي عن فعل سياسي وعسكري هو جزء من استراتيجية أوسع تتضمن تدمير المستقبل السوري ، لا سيما وأن (إسرائيل) هي أكثر دول العالم معرفة بحتمية سقوط نظام الأسد ، وبحتمية صعود نظام جديد إلى سدة الحكم . (إسرائيل) تعلم من سيسقط ولكنها لا تعلم من سيحكم غداً ، ولأنها تجهل ذلك ولا تتوقع أن يأتي إلى الحكم في مكان الأسد حليف، فقد قررت بمنطق الاستراتيجية الأمنية ، وبمنطق العمليات الاستباقية تدمير القوة العسكرية السورية ذات التأثير والمغزى ، وهي تستفيد من اتجاه النظام السوري إلى تدمير الدولة السورية . (تدمير الأسد للدولة هو منطق عليَّ وعلى أعدائي ) ، وهو منطق انتحاري يلجأ إليه اليائس من النصر . (إسرائيل) تشعر بارتياح لتدمير سوريا ( الدولة -و النظام - والمجتمع ) ولكي تستكمل دائرة الارتياح فقد قامت بعملية عسكرية خطيرة . العملية الخطيرة ليست ضد النظام ، وليست مساعدة للثورة ، بل هي ضد سوريا المستقبل . ضد سوريا الإنسان الحر والمجتمع الحر لذا نجد المنطق السليم يقف ضد الهجوم الإسرائيلي ، كما يقف ضد النظام في مسألة تدمير سوريا ، أو ضد ما سميناه (عليَّ و على أعدائي ) ؟! (إسرائيل) شريك أساسي غير معلن في تدمير سوريا ، وشريك دولي في إطالة عمر الحرب السورية للوصول إلى الغايات المطلوبة والتي تقوم على تدمير الدولة و المستقبل والإنسان ، بحيث يضطر القادم الجديد بعد الأسد إلى الاستسلام والقبول بالإملاءات الدولية والإسرائيلية. لا جديد في القراءة الاستراتيجية في الهجمات الإسرائيلية ، وربما لا جديد في التوقيت حيث تمَ اختياره بعناية ، وربما يكون هناك جديد واحد هو في الامتحان الصعب الذي وضعت فيه (إسرائيل) دولاً إقليمية مساندة لسوريا تدعي استعدادها للدفاع عن النظام ، هذا الامتحان سيكشف عن المفارقة الخطيرة والواسعة بين الموقف السياسي ، والموقف الإعلامي ، بين الحقيقة والخيال . الهجمات التي حدثت لم تكن الأولى ، ولن تكون الأخيرة ، ويجدر بالمتفرجين انتظار ما هو أسوأ لا في سوريا فحسب ، بل وفي المنطقة بشكل عام.