18.34°القدس
18.06°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.34° القدس
رام الله18.06°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: شكراً هوكينغ

لم أصدق عينيّ حين قرأت خبر مقاطعة العالم الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ لمؤتمر إسرائيلي دعا إليه الرئيس شمعون بيريس، الذي يحتفل فيه بعيد ميلاده التسعين، سبب ذهولي وسعادتي أنّ البروفيسور هوكينغ يعدّ من أهم العلماء المعاصرين وأشهرهم على الإطلاق, وأنّ تصريحه هذا سيكون له تأثير كبير يطال شريحة واسعة من مثقفي العالم. تغيرت أمورعديدة خلال السنوات الماضية فيما يخصّ مواقف الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية، أذكر كيف كان الشعور العام في بريطانيا والغرب عمومًا داعمًا للإسرائيليين بشكل مطلق، ما كان يثير في نفسي الحنق؛ لأن صوتي غير مسموع، فأنا الفلسطيني المشاغب الذي يجب الحرص منه؛ لعلي أكون إرهابيًّا متخفيًا في ثياب طالب، بل كان الغضب يبلغ مني مبلغه وأنا أرى جدران الجامعات الكبرى تذخر بصور قادة وعلماء صهاينة، في حين غابت صور ابن سينا أو ابن رشد وغيرهما من علمائنا المسلمين الذين أوصلوا الحضارة الغربية إلى ما هي عليه الآن, فأنا في نظرهم لست مشاغبًا وإرهابيًّا فقط بل إنسان بلا تاريخ أيضًا. إلا أن العشرين سنة الماضية شهدت وصول فظائع الاحتلال الإسرائيلي إلى العالم، كاشفة وجهه الحقيقي, الأمر الذي عززه وصول الشباب المسلمين_ومن ضمنهم فلسطينيو المهجر_ إلى مواقع مؤثرة في المجتمع الغربي، فأصبح صوتهم مسموعًا، وبات الفلسطيني يعرف بصاحب قضية، وإن مازال مشاغبًا بعض الشيء؛ فشغبه هذا جعله محطّ أنظار العديد من شرفاء الغرب الذين فتحوا عقولهم ليسمعوا كلمة الحق، ومثال هؤلاء الأستاذ هوكينغ الذي صرح بأنه سمع من زملائه الفلسطينيين عن حجم الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني على أيدي (الدولة) العبرية التي تدّعي الحضارة والديمقراطية، فقرر إثر ذلك ألّا يلبي دعوة رأس هذه (الدولة)؛ ليلحق بقائمة الأكاديميين المقاطعين لـ(إسرائيل)،التي تزداد حجمًا يومًا بعد يومتحت رعاية حملة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات على (إسرائيل) (BDS). أذهل هذا الأمر (إسرائيل)، وأفقدها صوابها، حتى وصفه بعض صحفييها بمعادي السامية (ويا للمفاجأة؟!)،مطالبين إياه بالتخلي عن التقنية الإلكترونية الإسرائيلية التي يستخدمها لمخاطبة العالم المحيط، إذ أفقده مرضه المزمن القدرة على الكلام والحركة, بل إن بعضهم طالب بإعدام من يتجرّأ على معاداة (إسرائيل)وعزلها عن العالم. وردة الفعل هذه لم تقتصر على (إسرائيل)فحسب، بل تعدّتها إلى بلده بريطانيا، إذ تساءلت الصحافة عن فائدة مقاطعة(إسرائيل), الأمر الذي من شأنه أن يعزز آراء اليمين المتطرف على "الصوت المعتدل" فيها، رغم أنهم يعون تمامًا ألا وجود للاعتدال في مجتمع مبني على العنصرية وسياسة التطهير العرقي، ولكن أمثال هوكينغ لا تضرهم هذه الترهات وقد بلغ صيتهم الآفاق. نعم، تغيرت أمور عديدة في الغرب؛ فالصوت الفلسطيني أصبح يصل إلى من لم يسمعه من قبل، رغم أنف الإسرائيليين ومناصريهم في الغرب، الذين طالما حذروا من تداعيات التنامي السريع للوجود والنفوذ الإسلامي، لاسيما في أوروبا، وما كانت إشاعة "خطر الإرهاب الإسلامي" إلا مكرًا حاكوه لوقف هجرة المسلمين إلى الغرب, ولكنهم يمكرون ونمكر، والله خير الماكرين.